في خطوة لافتة في السياسة السعودية مع دول المنطقة، بادر وزير خارجية المملكة إلى استغلال مؤتمر للقدس في تركيا، للتقرّب من إيران عبر مصافحة نظيره محمد جواد ظريف، ما أثار العديد من التساؤلات حول خلفيات الخطوة السعودية وارتباطها بسياساتها في المنطقة
تقرير: سناء ابراهيم
بعد قطيعة دامت لفترات من الزمن، تخللتها المناكفات السياسية وتراشق الإتهامات المتبادلة بين إيران والسعودية، فضلاً عن الدوري الذي لعبته الأزمة الخليجية في رفع منسوب التوتر بين الدولتين بعد اتهامات دول الحصار للجمهورية الإسلامية بتقديم الدعم لقطر، كان للقاء وزيري الخارجية في كل من البلدين ثقله على الساحة السياسية في ظل العلاقات المتوترة بين الجانبين.
في مدينة إسطنبول التركية، ومع انطلاق فعاليات الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لدعم القدس والمسجد الأقصى، هنا، وعلى هامش الاجتماع، التقى وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف بنظيره السعودي عادل الجبير، ليبادر الأخير بمصافحة بنظيره الإيراني الذي تجاوب مع المبادرة.
وتعليقاً على المصافحة، أوضح الوزير الإيراني أن الخطوة التي قام بها الجبير “مسألة طبيعية” في إطار الأعراف الدبلوماسية، وأضاف أن دواعي هذه الخطوة تعود أيضا إلى “الإحترام المتبادل”، وفق ما بيّنت تصريحات للتلفزيون الإيراني.
وسائل الإعلام ضجت بالمصافحة ونشرت صوراً لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره السعودي عادل الجبير وهما يتبادلان السلام ويقفان معاً، فيما ارتفعت بورصة التحليلات والتوقعات، إذ وضعها بعض المحللون في سياق إعادة الحوار بين طهران والرياض والبحث في ملف العلاقات المتوترة بينهما، كما تساءل مراقبون عن سبب الإنفتاح السعودي على إيران والقيادات العراقية فجأةً، وهل هُناك علاقة بينه، أي الإنفتاح، والأزمة مع قطر؟
هذا، ودشن مدونون على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وسماً بعنوان #الجبير_يلتقي_ظريف أثار فيه المغردون تساؤلات حول طبيعة هذه المصافحة التي بادر إليها الجبير، معتبرين أن الرياض تتعامل بسياسة الكيل بمكياليين، في العلاقات مع إيران.
يشار إلى أن العلاقات الإيرانية السعودية قطعت منذ أوائل العام 2016، وشهدت تأزماً شديداً خلال الأشهر الماضية.