أخبار عاجلة
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (يمين الصورة) مجتمعاً مع السيد مقتدىة الصدر والوفد المرافق له، في الرياض

الرياض تستغل زيارة الصدر لتحديد نقاط سياسية مشتركة

يطرح الانفتاح المفاجىء للسعودية على التيارات الشيعية العراقية علامات استفهامٍ كثيرة في ما يخص النوايا الحقيقية للرياض، في وقتٍ يستعد فيه العراق للقضاء على آخر فلول “داعش” على أراضيه.

تقرير عباس الزين

تلعب السعودية في العراق على كل الحبال. هكذا يرى متابعون، التموضع السعودي في الملف العراقي بين هزيمة تنظيم “داعش” وإقامة علاقات مع أطرافٍ شيعية عراقية، إلى جانب تقديم المساعدة في تمويل إعادة إعمار الموصل.

وضعت الرياض هدفاً رئيساً في نظرتها إلى عراق ما بعد “داعش” يتمثل بإبعاد بغداد عن طهران كشريكٍ في محاربة الإرهاب وفصل العراق عن محور المقاومة. زيارة السيد مقتدى الصدر الى السعودية، ولقائه محمد بن سلمان تأتي، بحسب المحللين، في هذا السياق.

تبرّر السعودية خطوتها باستقبال الصدر بوجوب التفريق بين “المذهب الشيعي الأصيل ومذهب الخميني المتطرف”، على حد تعبير وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، في تغريدة على “تويتر” تزامنت مع زيارة الصدر.

وفقًا لمتابعين، فإن استقبال السعودية للوجه “العروبي” العراقي مقتدى الصدر، كما تراه الرياض، في وقت يستعد فيه العراق للقضاء على آخر فلول “داعش” على أراضيه، والانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار، لا يمكن تأويله إلا على أنه خطوة إضافية في طريق مخطط بدأت الرياض تنفيذه منذ أن لاحت علائم هزيمة “داعش”، قوامه تعويم “الخطاب القومي العروبي بوجه الفرس”، بعدما بُلِيَ خطاب “الدفاع عن أهل السنّة بوجه المد الصفوي”.

وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قد طرح خلال زيارته إلى العراق في عام 2016، الرؤية السعودية للعراق بما يتناسب مع عزل الأخير عن محيطه سوريا ولبنان وإيران، بذريعة التقرب من محيطه “العربي” المتمثل بالسعودية.

طالب الجبير بمناصفة السنة في أي عملية تسوية سياسية عراقية قادمة، إلى جانب ابتعاد العراق عن روسيا وإيران والإعلان عن موقف صريح من العملية السياسية في سوريا، وصولاً إلى حسم وضع “الحشد الشعبي”، ومستقبله السياسي وسحب جميع فصائله من سوريا، وهو ما صرح به الصدر، في أكثر من مناسبة، حيث أعلن استقلاليته عن قرار الحشد، مطالباً في الوقت ذاته بعدم دخول “الحشد” بأي عملية سياسية في العراق.

يرى مراقبون، أنه من السذاجة النظر إلى الإجراءات السعودية ضد العراق وتغيير توجه الرياض حيال التيارات السياسية الشيعية، على أنها جزء من النية الحسنة. السعودية وبعد العزلة السياسية التي عاشتها في المنطقة والتي تعمقت جراء الحرب على اليمن، تسعى إلى تعزيز موقفها في ما يخص الأزمات في المنطقة. سيشهد ربيع عام 2018 إقامة إنتخابات برلمانية في العراق، وكلما اقتربت تلك الانتخابات كلما زادت السعودية من تحركاتها، في حين تخشى الرياض من وصول التيارات السياسية المقربة للجمهورية الإسلامية إلى السلطة.