في قرارٍ يرسم معالم التحالفات الإقليمية، قررت حكومة الإحتلال الإسرائيلي إغلاق مكاتب قناة “الجزيرة” القطرية في القدس، ومنع بثها. يأتي القرار الإسرائيلي ليعلن انضمام الأخيرة وبشكلٍ علني إلى التحالف السعودي.
تقرير عباس الزين
في خطوةٍ متضامنة مع قرار الدول الأربع المقاطعة، قرر كيان الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكاتب قناة “الجزيرة” القطرية وسحب اعتماد صحافييها، وهي خطوةٌ تعتبر انضماماً رسمياً لإسرائيل إلى تحالف الدول الأربعة، استناداً لما اعلنته تلك الدول سابقاً أن “الجزيرة هي قطر وقطر هي “الجزيرة”.
وصرح وزير الإتصالات في حكومة الإحتلال، أيوب قرّا، بأن الاحتلال “ترغب بتحالفات مع تلك الدول والوصول إلى السلام والشراكة الاقتصادية معها”، وبالتالي “لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي” بعدما حظرت تلك الدول “الجزيرة”.
وطلب قرّا من وزارة الأمن الداخلي إغلاق مكتب “الجزيرة” في القدس، مطالباً شركات توزيع البث بإلغاء بث القناة. وبرر الوزير الإسرائيلي الخطوة بأنها تاتي على إثر ما تبثه “الجزيرة” من “تحريض” ضد إسرائيل” التي تعاظمت أثناء أحداث الأقصى، مستنداً إلى بنود في “قانون الاتصالات” تنص على أن “أي قناة تحريضية عنصرية أو قومجية مصيرها الإغلاق”.
من جهته، قال مدير مكتب الجزيرة في فلسطين المحتلة، وليد العمري، إن حكومة الإحتلال “أعطت تفسيراً مطابقاً لما أعلنته دول مقاطعة قطر حين حظرت القناة في بلدانها”. وندد “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” بقرار السلطات الإسرائيلية إغلاق مكاتب “الجزيرة” واعتبره “تصعيداً خطيراً للانتهاكات الإسرائيلية بحق المؤسسات الإعلامية”.
يأتي قرار إغلاق مكتب “الجزيرة” بعد تهديدات إسرائيلية للقناة استمرت طوال الشهرين الماضيين، وبالتحديد منذ بداية الأزمة الخليجية، في تماهٍ واضح للموقف بين تل أبيب وعواصم المقاطعة. وكان رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو قد أعلن انه سيعمل على “طرد” “الجزيرة” من فلسطين المحتلة، تحت ذريعة ما وصفه بـ”التحريض على العنف في قضية المسجد الأقصى”.
ليست تغطية قناة “الجزيرة” لأحداث الأقصى الأخيرة بجديدة، ولم تكن الأكثر تأثيراً عن سابقاتها. لكن القرار الإسرائيلي يرتبط، وفقاً لمراقبين، بالأزمة الخليجية والانفتاح السعودي على كيان الاحتلال، إذ كان وزير الدولة السعودي المكلف بالشؤون الخليجية، ثامر السبهان، قد وصف دولاً عربية بأنها أضحت “أكثر عداوة” لبلاده من إسرائيل، في إشارة إلى قطر.
الخطوة الإسرائيلية بإغلاق مكتب القناة القطرية تعتبر تموضعاً علنياً لإسرائيل مع السعودية والإمارات. فأحداث الأقصى الاخيرة كانت ذريعة لحكومة الاحتلال في سياقِ هذا التطبيع، الذي بدأت معالمه وخلفياته السياسية والعسكرية بالظهور، منذ الرحلة المباشرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب من الرياض الى تل أبيب، والتي حصلت قبل مقاطعة قطر وأحداث الأقصى.