وزير الخارجية السعودي عادل الجبير (يمين الصورة) مجتمعاً بالمنسق العام لـ"الهيئة العُليا للمُفاوضات" رياض حجاب، في الرياض

الجبير يبلغ “المعارضة” هزيمة الرياض: تعايشوا مع بقاء الأسد

ألقت تسريبات الإجتماع الذي حصل بين وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وهيئة المفاوضات السورية في الرياض بظلالها على المشهد السوري القادم، خصوصاً بعد تأكيد الجبير أن مسألة رحيل الرئيس السوري أو بقائه في الحكم هو شأن السوريين لا السعوديين.

تقرير ابراهيم العربي

تصدرت تداعيات الاجتماع الذي دار بين وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والمنسق العام لـ”الهيئة العُليا للمُفاوضات” رياض حجاب، وما أفرزه من قرارات، المشهد السوري، ما يُنذر بتحولات جوهرية حول مسألة مستقبل سوريا.

وأبلغ الجبير كلاً من حجاب وأعضاء الهيئة، خلال الاجتماع معهم في الرياض، أن مسألة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد أو بقائه في الحكم هو “شأن السوريين لا السعوديين، وتأتي ضمن مرحلة التفاوض”، وهو ما أكده عضو الهيئة أحمد العسراوي في حديث تلفزيوني.

وهدد الجبير المعارضة التي طالما احتضنتها الرياض ومولتها بأن عليهم “الخُروج برؤية جديدة وإلا سيُبحث عن حل لسوريا من دون المُعارضة”، وأشار إلى أن “توجُّه المجتمع الدولي بعد العمل الإرهابي الذي استهدف العاصمة الفرنسية باريس في عام 2016 وأدى إلى مقتل العشرات “تحوّل إلى أولوية محاربة الإرهاب”، لافتاً إلى أن العملية السياسية باتت تتطلّب “تفاوضاً مباشراً مع دمشق”.

قُضي الأمر بما خص هزيمة المحور المعادي لسوريا، فبعد سلسلة الهزائم التي لحقت بالسعودية سواء في اليمن أو العراق أو حتى مقاطعتها لقطر، ها هي اليوم تحصد خيبة جديدة في سوريا وتقر ببقاء رئيسها في السلطة بعد تمسكها طويلاً بمطلب مغادرته، لترفع العلم الأبيض وتعلن خسارة مشروعها عبر أوامر أصدرتها لأدواتها، ما يُسمى بـ”المعارضة السورية” وتقول لهم بالفم الملآن: عليكم القراءة بين السطور فالرئيس الأسد باق رئيساً لسوريا.

تنفذ السعودية، سيد ما يسمى بالمعارضة السورية، هي الأخرى، أوامر سيدها الأميركي، وهي تلقت التعليمات الواضحة والحاسمة حول هذا الأمر، فأميركا أدركت خسارتها أمام المحور الذي يضم روسيا وايران وسورية والمقاومة اللبنانية، وهي بصدد تسليمها مكرهة الملف السوري إلى روسيا، وبالتالي فإن أذنابها من دول وهيئات ومعارضات لن يكون أمامها سوى الخضوع لمشيئة الولايات المتحدة الجديدة ومن يعصي ذلك لا يلومن إلا نفسه، فسوريا اليوم غير سوريا الأمس والميدانُ.. خير دليل.