شهدت العاصمة الإيرانية طهران، خلال اليومين الماضيين، لقاءات عدة عقدها وفد من حركة “حماس” مع مسؤولين إيرانيين. فتحت اللقاءات الباب أمام صفحةٍ جديدة من العلاقات ستكون الضفة الغربية أولى بشائرها.
تقرير عباس الزين
في العاصمةِ الإيرانية طهران، تتحدث حركة “حماس” عن فتح صفحةٍ جديدة في العلاقات مع الجمهورية الإسلامية، وذلك في مواجهة عدو مشترك، ونصرة فلسطين والأقصى والمقاومة.
أعلنت الحركة قبل ثلاثة أيام بدء وفد رفيع من قادتها زيارة إلى طهران، للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني. وجاء في بيان صادر عن “حماس”، أن وفدها اجتمع، الإثنين 7 أغسطس / آب 2017، مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
ووفقاً للبيان، فإن الجانب الإيراني أكد خلال اللقاء أهمية القضية الفلسطينية في السياسة الخارجية لطهران وضرورة العلاقة بفصائل المقاومة الفلسطينية على رأسها “حماس”. ولفت ظريف الانتباه لى أن موقف طهران من القضية الفلسطينية ثابت وغير قابل للتغيير ولن يشهد أي تبدل.
وأشار عضو المكتب السياسي لـ”حماس”، ورئيس وفدها إلى طهران، عزت الرشق، إلى أن علاقة “حماس” في طهران “تأتي في سياق الأهمية التي توليها الحركة للتواصل مع مكونات الأمة الإسلامية”. عضو الوفد ومسؤول العلاقات الخارجية في “حماس”، أسامة حمدان، شدد على أن “حماس تنطلق في بناء علاقاتها من مصلحة القضية الفلسطينية وليس من أي شي آخر”.
وإلى جانب الرشق وحمدان، ضم الوفد كلٍّ من زاهر الجبارين وصالح العاروري، رئيس الجناح العسكري لـ”حماس” في الضفّة الغربية، الذي كان أعلن مسؤوليته عن مقتل ثلاثة صهاينة، انتقاماً لحَرق الشهيد محمد أبو خضير، شنَّ بعدها كيان الاحتلال حربًا خاسرة على قطاع غزّة استمرّت 53 يومًا.
تبرز أهمية كبيرة لوجود العاروري ضمن وفد الحركة إلى طهران، انطلاقاً من دعوة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد على الخامنئي، إلى “تسليح الضفة الغربية تماماً مثل غزة لأجل إضعاف الكيان الصهيوني”، وهو ما أشار إليه وزير الدفاع الإيراني، العميد حسين دهقان، بتشديده على أن الجمهورية الإسلامية ستوظف جميع الإمكانيات لتسليح المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.
العاروري الذي استقر في الضاحية الجنوبية لبيروت مؤخراً، بالتنسيق مع “حزب الله”، بعد خروجه من تركيا وقطر نتيجة ضغوط أميريكية وإسرائيلية على خلفية الأزمة الخليجية، كان التقى قبل توجهه إلى طهران مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني، أمير حسين عبد اللهيان، في السفارة الإيرانية في بيروت.
وفقاً لمتابعين، فإن الصور التي نُشرت عن لقاء السفارة الإيرانية وما تبعها من زيارة للحركة إلى طهران، تشكل رسالة واضحة ليس لكيان الاحتلال فقط، بل للسلطة الفلسطينية وتنسيقها الأمني، فحواها أن المقاومة عائدة إلى الضفة، وبدعمٍ إيراني.