فيما عمدت دول الأزمة الخليجية الى تشديد الخناق على قطر من أجل إخضاعها، سعت الدوحة الى حماية نفسها والتوجه الى الأسواق العالمية والإقليمية لمواجهة المقاطعة، ما ولّد نتائج معاكسة لدول الحصار.
بالتزامن مع تسريع عجلة الوساطات لحل الأزمة الخليجية بين قطر والدول الأربع، تكشف خبايا الأحداث عن انعكاس الترددات السلبية بفعل الحصار على دول المقاطعة، وليس فقط على الدوحة، التي اعتمدت على إتفاقياتها مع دول عدة لتأمين احتياجاتها ولم تخضع لمطالب ترى فيها تدخلاً سياسياً، أمر رأى فيه مراقبون، أنه أفشل رهان دول الحصار على إطالة الأزمة.
دخلت الأزمة شهرها الثالث، متضمنة الكثير من الفشل لدول الحصار وفق متابعين، إذ راهنت تلك الدول على خنق وعزل قطر اقتصادياً بإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية، وارتكزت في مخططاتها على ثقة الدوحة في الاعتماد على أشقائها في توريد أكثر من ٨٠٪ من احتياجاتها من السلع الغذائية، غير أن الدوحة تمكّنت من الاعتماد على دول أخرى في تأمين مسلتزماتها، معتمدة في عملية الاستيراد والتصدير على الخطوط الجوية، التي رضخت له دول الحصار وعادت لتوافق على فتح مجالها الجوي امام الطيران القطري، امتثالاً لرأي منظمة الطيران المدني "الإيكاو".
مراقبون أشاروا الى أن دول المقاطعة في الأزمة الخليجية لم تستطع الحصول على تأييد المجتمع الدولي برمته، معتبرين أن السعودية ومن معها فشلت في إقناع المجتمع الدولي بنزاهة مقصدها وعدالة اتهاماتها ضد قطر، فيما برزت خسارة دول الحصار للرهان السياسي والدبلوماسي بتوافق الرؤى الدولية لحل الأزمة مع الرؤية القطرية عبر التفاوض والحوار.
في سياق متواصل، تشهد العاصمة القطرية الدوحة لقاءات هامة ترتبط بتطورات جهود حل الأزمة، إذ عمدت واشنطن الى إرسال بعثة الى دول الأزمة، لبحث مستجداتها، والعمل مع الكويت عرابة الوساطة، من أجل توحيد الجهود والتوصل الى حلول والحد من تفاقم الأزمة الخليجية.