الملك سلمان (يمين الصورة) وأمير الكويت صباح الأحمد الصباح، في 6 يونيو / حزيران 2016

الإعلام السعودي يوجه رسائل الديوان الملكي إلى الكويت

حملةٌ مستمرة من قبل إعلاميين وناشطين سعوديين ضد الكويت ودورها في الأزمة الخليجية. تتماهى تلك الحملة بشكلٍ غير معلن مع الموقف السعودي من دور الوساطة الكويت، لا سيما وأن كتاب الصحف السعودية لا ينطقون الا بأوامرَ ملكية.

تقرير عباس الزين

لا مكان للوساطة أو الحياد في مغامرة السعودية والإمارات ضد قطر، وعلى الكويت اتخاذ قرارها بالانضمام لتحالف الدول المقاطعة أو أنها ستكون في معسكر قطر. هذا ما يمكن أن يلخص لسان حال الإعلام السعودي منذ بدأ الأزمة الخليجية.

ضغوطٌ سعودية كبيرة تتعرض لها الكويت على خلفية دورها الوسيط، ومساعيها الجديدة لحل الأزمة الخليجية. تتهم السعودية الكويت بنكران الجميل السعودي، وفقاً لما ذكره الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد، في صحيفة “الشرق الأوسط”، معتبراً أن الرياض عرضت أمنها واستقرارها للخطر، لإخراج القوات العراقية من الكويت في صيف عام 1990.

بعيداً عن كون صحيفة “الشرق الأوسط” إحدى أكثر الصحف المقربة من النظام السعودي، والناطقة الرسمية باسمه إعلامياً، فإن عبد الرحمن الراشد، صاحب الباع والتاريخ في النطق باسم حكام المملكة، لن يقدم على مهاجمة الكويت لا سيما في هذا التوقيت وعبر مقالات متتالية تناولت الكويت وعلاقتها مع قطر، من دون إيعاز الجِهات العُليا في المملكة.

الراشد، الصحافي المتمرس، والذي شغل لسنوات منصب مدير عام قناة “العربية” ورئيس تحريرٍ صحيفة “الشرق الأوسط”، ذكر في مقاله الأخير يوم الأحد، أن “الدول الأربعة المقاطعة لقطر هي التي هبّت لنجدة الكويت عندما أسقط صدام نظامها، ومن الوفاء أن تقف الكويت إلى جانبها”.

أرادت الرياض عبر الراشد إيصال رسالةٍ للكويت بأنها لا تريدها وسيطة أو محايدة، وعلى الكويت أن تكون العضو الخامس في التحالف المقاطع للدوحة. لا مكان للحياد بل للإختيار.

قام وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، أنور قرقاش، بإعادة نشر مقال الراشد كتأييد إماراتي لفحوى المقال. وإضافة إلى الراشد، دأب كتاب سعوديون آخرون مقربون من العائلة الحاكمة على مهاجمة الكويت ودورها. وكان الكاتب محمد آل الشيخ قد هاجم في تغريدات متتالية الكويت، داعياً إلى حلِّ مجلس التعاون الخليجي واستبداله باتحادٍ بين الدول الثلاثة البحرين السعودية والإمارات فقط مستثنياً الكويت، ما أثار زوبعة في وسائل التواصل الاجتماعي رفضاً للغة التهديد التي تتعرض لها الكويت وقطر.

أبواب الاجتهاد ليست مَفتوحةً في الإعلام السعودي، وتلي الحملات الإعلامية التي يشنها الإعلاميون السعوديون “الرسميون”، قرارات متماهية من قبل النظام السعودي.. ليست قطر بالمثالٍ البعيد.