في مقابلةٍ هي الأولى بعد تسليم أوراق اعتماده للرئيس الأميركي، ظهر السفير السعودي في أميركا، خالد بن سلمان، ليتحدث عن العلاقات الأميركية السعودية، وتوجهات الرياض في ما يخص ملفات المنطقة.
تقرير عباس الزين
حدّد خالد بن سلمان وفي أول مقابلةٍ صحافية له بعد تسليم أوراق اعتماده للرئيس الأميركي دونالد ترامب، معالم خارطة الطريق، لعمله الدبلوماسي في الفترة القادمة. وقال السفير السعودي في واشنطن، في مقابلةٍ مع صحيفة “واشنطن بوست”، إن بلاده تعمل مع واشنطن من أجل احتواء ما أسماه بـ”التصرفات الإيرانية وسياساتها التوسعية”، مضيفاً أن “مضيق هرمز مهم ليس فقط لاقتصادنا فحسب، بل للاقتصاد الدولي”. تطرُّق ابن سلمان إلى مضيق هرمز في هذا التوقيت يعود لتقدم إيران في هذه المياه الساخنة بمقدار الانحدار السعودي والتراجع الأميركي على السواء.
تحدث ابن سلمان عن “تقدم كبير في العلاقات السعودية الأميركية تم إحرازه في ظل إدارة الرئيس ترامب”، مبدياً سعادة بلاده بـ”السياسات الأميركية الحالية في المنطقة”. لكن ضريبة هذا التقارب كانت باهظة، كلفت السعودية ما يعادل نصف ترليون دولار، لم يأت ابن سلمان على ذكرها.
حول الأزمة الخليجية، اعتبر لبن سلمان أن سياسات قطر تشكّل تهديداً لأمن بلاده الوطني، خصوصا عندما تدعم الإرهاب. وقد أغفل ابن سلمان ذكر أن حليفته الاستراتيجية أميركا تقوم بمناورات عسكرية مشتركة مع قطر، المتهمة من قبله في دعم الإرهاب.
دافع السفير السعودي عن سلامة موقف الرياض في ما يتعلّق بملف هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001، حيث قال إنه “في عام 1994 نزعنا الجنسية السعودية من أسامة بن لادن، وفي عام 1996 أصدر ابن لادن إعلان حرب ضد الولايات المتحدة والسعودية”.
وهنا أيضاً، تغاضى إبن سلمان عن دور السعودية في ما كانت تسميه “الجهاد في أفغانستان” طول فترة الثمانينات، حيث تولت تمويله والتحريض عليه، حين أنشأت لجنة عليا لجمع التبرعات، بشكلٍ علني. ابن سلمان.
وفي ما يخص سوريا، اليمن العراق. لم يذكر ابن سلمان الدعم السعودي للجماعات المسلحة في تلك البلدان بالتنسيق مع المخابرات الأميركية، زاعماً أن السعودية تدعم استقلال العراق.
قال السفير السعودي إن الرياض ترغب بحل القضية الفلسطينية الإسرائيلية من خلال مبادرة السلام العربية. وهو ما يعكس تطبيع علني في ظل حديث عن تشكيل تحالف استراتيجي معلن بين إسرائيل والسعودية، ضد مقاومة.
في الملف اليمني، اعتبر ابن سلمان أن الكرة الآن في ملعب “أنصار الله”، وهي لغةٌ توضح حجم الفشل السعودي العسكري، بعد سيطرة قوات الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” على مناطق شاسعة في المملكة ووصول الصواريخ الباليستية الى العمق السعودي.