فيما حوّلت الهمجية السعودية العوامية الى ساحة حرب دموية، ضجّ الإعلام الغربي بالمشاهد والمشاهدات من داخل البلدة المحاصرة..
تقرير: سناء ابراهيم
أمام المجتمع الدولي أسدل الستار وانكشفت فظائع القوات السعودية بحق أهالي العوامية، بعد يوم من اقتحام القوات السعودية لحيّ المسوّرة، بعد تحويل بلدة العوامية الى ساحة حرب حقيقة، ارتسمت معالمها بفعل الآلات والمعدات العسكرية المستخدمة من قبل مختلف القطاعات العسركرية على أراضي المدينة المحاصرة، منذ أكثر من ثلاثة أشهر. أشهر مضت وسط تعتيم إعلامي على الأحداث، ما خلا توثيقات النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الذي اعتمدته الصحف الغربية في مقالاتها لإطلاع العالم عما يجري.
على الرغم من المحاولات المستميتة للسلطات بالتغطية على جرائمها داخل العوامية، إلا أن صفحات الاعلام الغربي ضجّت بالمظلومية الواقعة على الأهالي، إذ نشرت محطة DW الألمانية تقريرًا مفصّلًا عن العوامية، انتقدت فيه "التعتيم الإعلامي على الخسائر في الأرواح والممتلكات التي تخلفها الحملة الموسعة التي تشنها القوات الأمنية السعودية"، مشيرة الى شراسة الإعلام السلطوي داخل المملكة في الترويج لمزاعم السلطات، والعمل على إخفاء الحقائق حول طبيعة ما يقع على الأهالي من استهداف على أيدي قوات الطوارئ الخاصة.
صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، بدورها، وصفت أحداث العوامية بـ"معركة سرية"، وربطت المعركة بزيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى السعودية في مايو الماضي، مشيرة الى أنه قضى
خلال الهجوم العسكري على البلدة نحو 25 شخصاً برصاص القناصة وجراء القصف، غير أنها أشارت الى منع وسائل الإعلام الأجنبية من الاقتراب من تلك المنطقة من دون مرافقة مسؤولين حكوميين، وبالتالي على العالم أن يعتمد على ما تنقله وسائل الإعلام الحكومية، وهي ترسم الاحداث بما يتلاءم مع هجومها.
من جهته، موقع "ميديل ايست أي" البريطاني نشر تقريرًا حول الحرب التي تشنّها القوات السعودية على العوامية وأهلها، أشار فيه الى أن المخاوف من تصاعد الهجوم السعودي على العوامية تزداد، حيث تكشف الصور المروّعة من النشطاء المحليين والصور الجوية مدى الدمار في البلدة.
وبعد دخول عديد من قوات الاجتياح الى "حيّ المسوّرة"، والرقص ابتهاجاً بغطرستها، نظّمت القوات الأمنية ما سمته جولة صحافية لإظهار الدمار الذي نفّذته القوات العسكرية بمختلف قطاعاتها، اذ بيّنت وكالة "رويترز" أن العوامية وشوارعها تحولت الى ساحة حرب في مشهد بعيد كل البعد عن مشاهد المدن المتألقة في الخليج الغني بالطاقة، وفق تعبيرها.