مواجهات بين بحرينيين وقوات الأمن البحرينية (صورة من الأرشيف)

البحرينيون يحيون ذكرى “الاستقلال” بفعالية مقاوِمة للاضطهاد

في وقت يستمر فيه النظام البحريني بممارسات القمع والاضطهاد بحق الأهالي، يحيي البحرينيون ذكرى الاستقلال بتظاهرات تجوب البلاد تنديداً باستغلال بريطانيا للسلطة والإبقاء على الاستعمار بشكل آخر.

تقرير سناء ابراهيم

يعرّف “الاستقلال” في المعجم اللغوي على أنه تحرر شعب ما من نير الاحتلال بالقوة المسلحة أو بأي وسيلة أخرى، غير أن هذا المعنى إذا ما تم تطبيقه على البحرين، فإنه لا استقلال مرّ على هذه الأرض، بفعل انتقال الاستعمار من سيطرة المملكة البريطانية إلى سلطة آل خليفة منذ سبعينات القرن الماضي.

عاش البحرينيون 47 عاماً تحت وطأة الظلم والاضطهاد الممارس من السلطة الحاكمة التي لا تزال على تواصل مع المستعمر البريطاني منذ أن رحل شكلاً عن البحرين، ما يدفع أبناء البلد إلى إحياء الذكرى في كل عام بمظاهرات احتجاجية.

وككل عام، يتحضر البحرينيون لإحياء ذكرى الاستقلال التي تصادف 14 أغسطس / آب 2017 بمسيرات مطلبية واحتجاجية ضد الاعتداءات المتكررة من قبل قوات النظام والحرمان الذي يعيشه الأهالي، فيما تستمر القوات الأمنية بمواجهات المواطنين السلميين بالأسلحة والذخائر الحية، محاولةً القضاء على الصوت المطلبي.

ويحيي البحرينيون “جمعة استقلال البحرين” ضمن فعاليات موحدة تحمل شعار “مقاومون حتى دحر الاحتلال”، حيث ستجوب التظاهرات مختلف البلدات والمناطق. ويرى الشعب البحريني أن بريطانيا لا تزال تستعمر البلاد عبر تأثيرها على الحكام وتجيير القرارات بالشكل الذي يخدم السلطات، كما تعمل بريطانيا على التغطية على الجرائم المتكررة للسلطة في المحافل الدولية، من تعذيب النشطاء والاعتقالات التعسفية، والإعدامات وقتل للمتظاهرين العزّل وانتهاك لحقوق الإنسان كافة التي تدعي بريطانيا الدفاع عنها في العالم.

ويرى مراقبون أن سلطات المنامة عمدت إلى ما أسموه “رد الجميل” للاستعمار البريطاني عبر السماح بفتح قاعدة عسكرية له على أراضي البحرين، وهي تعد الأولى في المنطقة، في وقت يؤكد فيه البحرينيون أن آل خليفة فرّطوا باستقلال البلاد في رضوخهم للمستعمر البريطاني بشتّى الطرق.