تؤكدها مصادر خاصة من الديوان الملكي لـ”نبأ” الأنباء التي تتحدث عن عزل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
تقرير عباس الزين
باتَ عزلُ وزير الخارجية، عادل الجبير، قريب، والمسألة مسألة وقتٍ فقط. هذا ما كشفته مصادر خاصة من داخل الديوان الملكي السعودي، لقناة “نبأ”.
وأكدت المصادر ما كانت ذكرته مجلة “ذي أتلانتك” البريطانية، بأن محمد بن سلمان، سيعزل الجبير ويعين شقيقه خالد سفير الرياض في الولايات المتحدة بديلاً عنه.
تأتي خطوة ابن سلمان تلك ضمن الإنقلاب الذي ما زالت مفاعيله مستمرة داخل الأسرة الحاكمة. وبعد عزل محمد بن نايف، من ولاية العهد، وما تبع ذلك من عزلٍ في مناصب وزارية وإدارية طالت مقربين منه، بدأ ابن سلمان بتمهيد نفسه ليكون الرجل الأول في المملكة، بإزاحة الشخصيات التي سبق لها العمل مع بن نايف، وفي مقدمتها الجبير.
يرى متابعون أنّ عزل الجبير يشي بأن محمد بن سلمان يسعى إلى تغيير سياسات المملكة في حين تستعد الرياض لرؤية جديدة في ما يخص علاقاتها الخارجية، الأمر الذي يلزمه وجه جديد يتناسب مع أهداف بن سلمان، وفي الوقت ذاته يجب أن يكون مقرباً منه، استكمالاً لسيطرته على كامل مفاصل الحكم.
بدأ إبن سلمان حراكاً دولياً يهدف إلى لملمة الخسائر السابقة، من صنعاء إلى دمشق. وضع فشل المشروع السعودي المتمثل بالمجموعات المسلحة الرياض في مأزقٍ سياسي وصل إلى شبه عزلة لا سيما في الملف السوري.
ويريد محمد بن سلمان رمي جميع تلك الخسائر على الجبير ليأتي عزله كمدخلٍ لسياسة جديدة ستتبعها الرياض، بدأت معالمها بالظهور عراقياً، من زيارة السيد مقتدى الصدر إلى السعودية، وما كشفه وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، عن طلب السعودية من العراق التدخل، للوساطة بين الرياض وطهران.
تلك التطورات تزامنت مع حراكٍ دولي قاده المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، لإخراج السعودية من المأزق اليمني. وبدأ ولد الشيخ حراكه من طهران ناقلاً رسالة عن نية الرياض رفع الحصار عن مطار صنعاء. وقد عزز محاولات ولد الشيخ ما نشره موقع “ميديل إيست آي” البريطاني، بأن ابن سلمان اعترف لمسؤولين أميركيين بعزمه الخروج من الحرب اليمنية لعدم تحقق أهدافها برغم الخسائر العسكرية الكبيرة.
أمام هذا المشهد، فإن الجبير سيصبح خارج التسويات الجديدة بتولي وجه جديد للدبلوماسية السعودية. يسعى إبن سلمان إلى ربط فشل الرياض بالملفات الإقليمية، بتولي الجبير لوزارة الخارجية في تلك الحقبة، ليكون عزله صفحة جديدة، من العلاقات السعودية الخارجية.