وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي

ردود فعل متفاوتة من تصريحات الأعرجي حول الوساطة بين الرياض وطهران

السعودية تنفي طلب وساطة بغداد مع إيران والمتحدث بإسم الخارجية الإيرانية يشير الى أن بلاده لم تتلق أي إشارات واضحة تدل على الرغبة بتحسين العلاقات.

بعد تراجعه عن تصريحاته بشأن طلب السعودية من رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، التوسّط من أجل تخفيف التوتّر بين الرياض وطهران، وضع وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، دبلوماسية بلاده في حرج شديد.

الأعرجي تراجع عن تصريحات كان أشار إليها بعد زيارته الأخيرة للسعودية ولقاءه ولي العهد محمد بن سلمان، والذي أكد خلالها طلب بن سلمان منه رسمياً توسّط العراق بين إيران والسعودية بغرض تخفيض التوتر بين البلدين. 

وعلى الرغم من عدم صدور بيان سعودي رسمي ينفي طلب الوساطة العراقية، غير ـن وسائل الإعلام المحسوبة على السعودية تحدثت نقلا عن مصدر سعودي لم تسمه، بأن السعودية لم تطلب اية وساطة بأي شكل كان مع إيران. وأضاف المصدر أن ما تم تداوله من أخبار بهذا الشأن عارٍ من الصحة جملة وتفصيلاً، مؤكداً تمسك المملكة بموقفها الثابت الرافض لأي تقارب مع النظام الإيراني الذي يقوم بنشر الإرهاب والتطرف ويقوم بالتدخل بشؤون الدول الأخرى، وفق تعبيره.

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تتلق أي اشارات واضحة من الجانب السعودي تدل على الرغبة بتحسين العلاقات مع طهران، معرباً عن أمله بأن تقوم السعودية بوقف الحرب في اليمن وقبول الحقائق على الأرض.

بعيدا عن تلك التصريحات السلبية التي تتسم بالإستعراضية من قبل السعودية، فالمتابع للأحداث في المنطقة يُدرك جيداً أن الرياض فقدت زمام السيطرة وإدارة التحكم بأذرعها الممتدة إقليميا، وهو ما يضطرها للمساومة على مواقفها التي كانت تعتبرها الى فترة قريبة مواقف ثابتة لتضع نفسها أمام إشكالية البحث عن خروج من ورطتها سواء ما خص العلاقة مع إيران أو الملفات المتعلقة بسوريا واليمن والبحرين وأيضا العراق الذي بدأ يحصد نتائج الخيبة السعودية. 

وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران أزمة حادة، منذ يناير 2016، على خلفية إعدام الشيخ الشهيد نمر نمر. كما يخيم التوتر على العلاقات بسبب ملفات عدة، أبرزها الملف النووي الإيراني، الذي ترى الرياض ويشاركها بذلك الكيان الصهيوني أنه يهدد أمن المنطقة، وكذلك الملفين اليمني والسوري.