رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني

إسرائيل إلى جانب السعودية والإمارات: دعم لاستفتاء كردستان

جاء إعلان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، دعمه “استقلال كردستان” ليؤكد الرؤية المشتركة لتل أبيب والرياض في ما يخص قضايا المنطقة، في ظلِّ دعم الأخيرة أيضاً لانفصال الإقليم.

تقرير عباس الزين

ضمن مرحلة “العراق ما بعد داعش”، يدخل كيان الإحتلال الإسرائيلي شريكاً داعماً لانفصال إقليم كردستان عن العراق. تلك الشراكة تجمعه بالسعودية والإمارات، في ظلِّ أهدافٍ مشتركة بين الاطراف الثلاثة، لتعزيز الإنقسام في المنطقة.

أبلغ رئيس وزراء حكومة الإحتلال، بنيامين نتنياهو، الكونغرس الأميركي دعمه لاستقلال إقليم كردستان” عن العراق، وفقاً لما ذكرته صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية. تزامن إعلانه نتنياهو الذي أعرب عن تأيده لإقامة “دولة كردية مستقلة” في أجزاء من العراق، مع ما نقلته قيادات حزبي “التغيير” و”الاتحاد الديمقراطي” المعارضين في الإقليم، من معلومات إلى حكومة بغداد أكدا فيها قيام أبوظبي بدعم مشروع انفصال إقليم كردستان العراق، وتعهدها لأربيل بتمويل مشروع الاستفتاء الشعبي، المزمع إجراؤه في 25 من شهر سبتمبر/ أيلول 2017.

مصادر كردية كانت قد أكدت أن دعم استقلال إقليم كردستان عـن العراق جاء من دولٍ كانت حتى وقت قريب بعيدة كل البعد عن الأكراد ومشروع دولتهم، وهي السعودية والإمارات. وكشفت المصادر عن تلقي رئيس الاقليم، مسعود بارزاني، دعماً من قبل الرياض لتنفيذ مشروع الانفصال مقابل قيام الأخيرة بإنشاء قواعد عسكرية في أربيل ودهوك، وذلك سعياً إلى تشكيل قوة موازية لإيران وتركيا في المنطقة.

ينطلق دعم انفصال الإقليم بالدرجة الأولى من مصلحة إسرائيلية سعودية وإماراتية في عدم استقرار المنطقة، عبر إثارة النزاعات القومية والمذهبية، وهو ما ذكره ممثل حكومة إقليم كردستان في إيران، ناظم الدباغ، في تعليقه على الدعم الإسرائيلي لاستقلال الإقليم، معتبراً أن هذا الدعم يصب في مصلحة إسرائيل التي تريد أن تكون المنطقة دائماً في حالة صراع، محاولةً إيجاد مشاكل لإيران وتركيا وسوريا والعراق.

بعد فشلِ ورقة “داعش” التي شكلت تهديداً وجودياً للأكراد، تسعى الأطراف الثلاثة الداعمة للانفصال إلى استغلال الطموح الكردي، وإدخال المنطقة في صراعٍ قومي مذهبي، نتائجه تقسيمية.

المساعي الداعمة لإقامة دول كردية، في وقتٍ لم يخرج العراق بعد من الحرب ضد “داعش”، تشي إلى وجودِ مخططٍ لإبقاء العراق ضمن دوامة صراعٍ مذهبية وإثنية، يطال تأثيرها المحيط المجاور في سوريا تركيا وإيران، ما يطرح تساؤلات عدة حول وقائع استعداد الإقليم عسكرياً واقتصادياً للانفصال، بعد معاداة حكومة بغداد ودول الجوار.