لم يقتصر العدوان السعودي في بلدة العوامية على قتل الأهالي فقط، وفيما تحتفل الرياض بإنهائها هدم أبنية "حي المسوّرة"، يطرح السؤال عن مصير الأوقاف والمرافق الدينية في الحي التاريخي.
تقرير رامي الخليل
اعتاد النظام السعودي إدانة نفسه من حيث لا يحتسب، وبينما أعلنت أمانة المنطقة الشرقية الانتهاء من أعمال هدم "حي المسوَّرة" "بشكل كامل"، فإنها أعلنت أيضاً أن عدوان قوات النظام لم يوفر المقدسات التابعة للأوقاف الشيعية، كما أن الرمزية الدينية لـ16 مبنى عبادي لم تحُل من دون تعرضها للهدم، في اعتداء واضح على معتقدات أبناء المنطقة الشرقية.
لم تغادر اعتداءات النظام السعودي التي ارتكبتها قواتُه، بِنَفَس وهابي، شعار "الدم الدم والهدم الهدم"، ولم يسلم منها لا البشر ولا الحجر، برزت علناً في تدمير 6 مساجد و10 حسينيات، توزعت على أحياء "المسوّرة"، "المنيرة" و"كربلاء"، وهي في ثوابت الفقه أماكن لا يجوز العبث بها تحت أي ذريعة سوى في ما يراه الحاكم الشرعي.
امتدت اعتداءات آلة الحرب السعودية التي استباحت بلدة العوامية وشرَّدت أهلها إلى 668 مبنى موجودة في تلك الاحياء، وهي حصيلة توزعت على 180 متجراً و488 منزلاً، فيما تم تشريد قرابة ألفي شخص كانوا يعيشون فيها، إضافة إلى المشردين من بقية الأحياء، وهو أمر يلقي بالمسؤولية الأكبر على جميع من سعى إلى شرعنة الاجتياح وكلف نفسه عناء تبرير جرائم النظام السعودي، الذي لم يُخفِ حقيقة هجومه المذهبي، بل تجلى واضحاً في مواقف الجنود الذين تعمدوا إهانة المقدسات الإسلامية.