السعودية مستمرة في غرقها في المستنقع اليمني دون تحقيق أهدافها .. وهو الأمر الذي دفع مهندس العدوان على اليمن محمد بن سلمان الى البحث عن مخرج للمأزق الذي وضع بلاده فيه بجرّه للحرب على جارته الجنوبية.
تقرير: بتول عبدون
العدوان السعودي على اليمن لم يحقق أيا من أهدافه ولم يكن عملية سريعة وجراحية كما أرادها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
المملكة أصبحت محاصرة بالتضاريس السياسية والجغرافية الصعبة مع انقضاء العام الثاني من العدوان.
موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، نشر مقالاً للكاتب السعودي أحمد صلاح الدين، اعتبر فيه أن المشكلة السعودية هي أنها التزمت بشروط متناقضة لتحقيق نصر استراتيجي فأرادت هزيمة حركة "أنصار الله"، ولكن دون أن تستفيد من منافسهم حزب الإصلاح.
صلاح الدين اعتبر إنه يمكن التوصل إلى اتفاق سلام في اليمن إذا اتفقت 4 جهات فاعلة ورئيسية وأولها "أنصار الله" الأقوياء عسكريا وشعبيا والمدعومين من رجال القبائل والقادة في الجيش.
أما الفاعل الثاني بحسب الكاتب فهو الرئيس السابق علي عبد الله صالح مع الإشارة الى أن الإمارات شريك السعودية في الحرب، تراهن على أن صالح سيقطع في نهاية المطاف تحالفه مع "أنصار الله" من خلال ابنه أحمد الذي يعيش في أبو ظبي.
موقع "ميدل إيست آي" أشار الى أن الفاعل الثالث هو التجمع اليمني للإصلاح، المرتبط بالإخوان المسلمين التي تريد إضعافه كل من السعودية وأبو ظبي.
ويبقى الفاعل الرابع وهم الجنوبيون على الرغم من أنهم قد يخرجون من معادلة السلطة لأن ساحة المعركة الحقيقية التي تهدد أمن السعودية هي فقط في شمال اليمن.
في سياق متصل، اعتبر موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز"، أن المملكة تقترب من إدراك أنّها لا تستطيع تشكيل ديناميات المنطقة، ولا يمكنها السيطرة على المسار المستقبلي للأحداث، فتمويلها للجماعات الإرهابية لم يحقق النتيجة المرجوة، كما أن صعود تنظيم داعش الذي خرج من رحم الحرب في سوريا، هو بفضل دعمها لمختلف الجماعات المسلحة.
الموقع الأميركي شدد على أن الحروب التي تشعلها السعودية وتساهم فيها تؤثر سلبا على ميزانيتها ومنها حرب اليمن، وهذا ما اأكدته رسائل البريد الإلكتروني المسربة بين السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل وسفير الإمارات لدى الولايات المتحدة والتي أشارت الى أن ولي العهد السعودي يرغب في الإنسحاب من الصراع في اليمن بعد الخسائر الفادحة التي منيت بها المملكة جراء العدوان.