أثارت الأنباء عن وصول قوات سعودية إلى مدينة عدن، جنوبي اليمن، جدلاً واسعاً، في ظل التوتر وصراع النفوذ الذي تشهده المدينة الواقعة عمليّاً تحت سيطرة الإمارات.
تقرير ابراهيم العربي
تعاظم نفوذ الإمارات جنوب اليمن وتحديداً في عدن، وصلت في الكثير من الحالات إلى حد المواجهة المسلحة مع القوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، ما دفع بالأخير إلى الاستعانة بالقوات السعودية في مواجهة القوات الإماراتية.
وأكدت مصادر محلية وصول تعزيزات عسكرية سعودية الى عدن، بالتزامن مع انسحاب كامل للقوات الإماراتية المتمركزة في عدد من المناطق في المحافظة. وانتشرت عشرات الجنود والاليات العسكرية السعودية في محيط قصر الرئاسة والميناء وكذلك مطار عدن فور وصولها، في حين قامت القوات الإماراتية بالانسحاب من تلك المناطق والتوجه إلى مقر قوات تحالف العدوان في مديرية البريقة.
جاءت الخطوة السعودية بالتزامن مع زيارة أجراها هادي، الذي يقيم في السعودية، إلى المغرب للقاء الملك سلمان، وسط أنباء عن عودة مرتقبة لهادي إلى عدن.
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه عن التحالف تصريح رسمي حول هذا التطور، كانت تحركات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي المحسوب على الإمارات لافتة للانتباه، إذ غادر مدينة عدن متوجهاً إلى الضالع في محاولة لرص الصفوف واستمالة المحاربين القدامى هناك، في حين تحدثت مصادر مقربة منه أنه اجتمع بقيادة المجلس الانتقالي في مقر المجلس بالتواهي.
يرى متابعون أنّ الخطوة يمكن أن تكون مؤشراً على تباينات بين الرياض وأبوظبي، في حين لا تزال قيادات محلية وأطراف مختلفة في عدن توجّه سهام انتقادها إلى دور الإمارات، التي تدعم فصيلاً في الحراك الجنوبي ينادي بالانفصال، ودخلت بخلافات مع أطراف محسوبة على حكومة هادي أكثر من مرة.
وقال مصدر عسكري يمني لوكالة “الأناضول” إن القوة العسكرية السعودية ستتولى تأمين عدد من المواقع الهامة بينها المطار وميناء عدن وميناء الزيت وقصر معاشيق الرئاسي.
من جهته، اعتبر الناشط السياسي اليمني، أزال الجاوي، أن وصول القوات السعودية يعني عدم رضى الرياض عن أبوظبي، وأوضح في تدوينة له على موقع “فيسبوك” أن هذا الحضور للقوات السعودية يعني “تحويل عدن إلى ساحة صراع مصالح مباشرة وليس عبر الوكلاء بين الحلفاء في التحالف الخليجي ذاتهم وبينهم وبين خصومهم الآخرين المفترضين”.