أخبار عاجلة
مصافحة بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره السعودي عادل الجبير، في تركيا، في 1 أغسطس / آب 2017

“ستراتفور”: تبادل الزيارات بين الرياض وطهران خطوة على الأرض

نشر موقع “ستراتفور” الاستخباراتي الأميركي تقريراً ذكر فيه الأسباب التي ستدفع محمد بن سلمان الى الإطاحة بوزير الخارجية عادل الجبير.

تقرير ابراهيم العربي

تعليقاً على إعلان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن إصدار تأشيرات دخول لوفود إيرانية وسعودية لتفقد سفارتي البلدين في طهران والرياض، وصف موقع “ستراتفور” الاستخباراتي الأميركي اقتراب إيران والسعودية من تبادل الزيارات الديبلوماسية بـ”الخطوة التي تشبه، في ظاهرها على الأقل، تبادل أغصان الزيتون”.

وتناول الموقع، في تقريره التسريبات التي تتحدّث عن نية ولي العهد محمد بن سلمان (31 عاماً) استبدال وزير الخارجية الحالي، عادل الجبير، بشقيقه الأمير خالد بن سلمان (28 عاماً) الذي يشغل حالياً منصب سفير لدى واشنطن، ناقلاً عن مصادر قولها إنّ الأمير الشاب “سيعلل قراره هذا باتهام الجبير المحنك باتخاذ موقف متشدد جداً من إيران”.

وعليه، أكّد الموقع أنّ هذه خطوة ستتيح للأمير الشاب تعزيز سلطته، ولا سيّما بعد إبعاده ابن عمه، ولي العهد ووزير الداخلية السابق محمد بن نايف. وعلى الرغم من أنّ اقتراب السعودية وإيران من تبادل الزيارات بعد مصافحة ظريف الجبير على هامش الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي يوحيان بأنّ علاقة أكثر ودية ستجمع البلدين في المستقبل، شدّد الموقع على أنّ تساؤلات عدة ما زالت قائمة.

وفي هذا السياق، تساءل الموقع عمّا إذا كانت الرحلات محاولة جدية لتخفيض حدة التوتر بين البلدين، معدّداً مبرريْن لهذا التطوّر: يتمثل الأوّل بسلوك الأمير الشاب خط سياسة خارجية مختلف يحاول بموجبه الموازنة بين أولويات بلاده في الخارج والتعامل مع المعارضين في الداخل. أمّا الثاني فبسعي الرياض إلى تخفيض نبرة خطابها مع طهران تزامناً مع مواصلتها التحريض عليها بأفعالها.

وفي ما يتعلّق بالمبرر الأول، رجح الموقع أن يتبع التطوّر الذي شهدته سياسة السعودية الخارجية إقدام الرياض على تليين مطالبها من شركائها الخارجيين، الأمر الذي يتناقض مع موقفها من الدوحة.

أمّا على مستوى المبرر الثاني، فذكّر الموقع بخطوات سعودية تدعم نظريته، ومنها تعدي الرياض على نفوذ إيران في العراق وإعادة فتح الحدود التي أغلقت لعقود مع العراق وتوسيع العلاقات الاقتصادية والديبلوماسية مع بغداد واستضافة رئيس “التيار الصدري” السيد مقتدى الصدر وغيرها.

في المقابل، أكّد الموقع أنّ تبادل الزيارات الديبلوماسية بين الرياض وطهران لا يكفي لتبديد مخاوف الرياض من تعاون إيران مع تركيا في سوريا والعراق، متوقعاً مواصلة القوتيْن الإقليميَيْن تنافسهما في السنوات المقبلة، في ظل الوقائع الجيوسياسية التي تعيشها المنطقة.