تواصل القوات العراقية المشتركة، عملياتها العسكرية لتحرير قضاء تلعفر، آخر معاقل تنظيم “داعش” في محافظة نينوى، محررةً أحياء جديدة في المدينة، وسط انهيارٍ في دفاعات تنظيم “داعش” المحاصر.
تقرير عباس الزين
بوتيرة متسارعة، تتهاوى دفاعات تنظيم “داعش” الإرهابي أمام تقدم القوات العراقية المشتركة. تمكن الجيش العراقي وبالتعاون مع “الحشد الشعبي”، الخميس 24 أغسطس / آب 2017، من استعادة “حي النور” الأولى شرقي مدينة تلعفر ليصبح على تماسٍ مع حيي “النصر” و”العروبة”، بالتزامن مع اقتحام حيي “الوحدة” و”المعلمين” شرقي المدينة.
وأكدت مصادر عسكرية عراقية استعادتها السيطرة على أكثر من 70 في المئة من “حي الجزيرة” جنوب شرقي مدينة تلعفر، بالتوازي مع قصف قوات المدفعية أهدافا لتنظيم “داعش” في حيي “النصر” و”سايلو”، ما أسفر عن مقتل 13 مسلحاً.
وأكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول، أن القوات العراقية قتلت 102 من عناصر تنظيم “داعش”، ونفذت 75 طلعة جوية، منذ انطلاق عمليات تحرير تلعفر. وقال رسول، رسول، في تصريحات صحافية، الخميس، إن هناك نحو 2000 عنصراً من “داعش” في تلعفر، موضحاً أن القوات العراقية نجحت في إخلاء النازحين خلال 24 ساعة.
حررت القوات العراقية 6 أحياءٍ في تلعفر، منذ انطلاق العمليات السبت 19 أغسطس / آب. وتبعد المدينة التي تجمع فيها إرهابيو “داعش” قبل دخولهم إلى العراق عام 2014، عن الحدود السورية، نحو 60 كلم، وعن الحدود التركية 80 كلم، بحيث شكلت ممراً لإرهابيي “داعش” من وإلى البلدين.
وفقاً لمراقبين، فإن الانتصارات السريعة للقوات العراقية في معركة تلعفر تعود إلى تغيّر الموقف التركي اتجاه التنظيمات الارهابية، بعد أن كان مصدرا لتوريدهم بالافراد والعتاد والدعم الاقتصادي. كما أن تنظيم “داعش” لم يستفد من الأهالي كدروع بشرية نظرا إلى قلة عددهم وللخبرة التي اكتسبتها القوات الأمنية من عملياتها السابقة في عزل الأهالي بواسطة الطيران والمدفعية.
وشكلت مشاركة “الحشد الشعبي” الأهمية الأكبر في معركة تلعفر، لا سيما وأن عمليات التحرير التي قامت بها قطعاته سابقاً بالتزامن مع عمليات الموصل، واسترجعت من خلالها مطار تلعفر وحوالي 127 قرية محيطة بالقضاء، أدت إلى قطع ارتباط مركز القضاء مع مركز الموصل، والمناطق الأخرى، في ديالى وصلاح الدين والانبار، مما سهّل تدفق القوات العراقية بكل تشكيلاتها من 5 محاور، محاصرةً مسلحي “داعش” داخل القضاء، من جميع جهاته.