على وقعِ الإشارات السعودية للتعامل مع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد كأمرٍ واقع، تتنازع "المعارضات السورية" لنيلِ رضا الرياض وحلفائها، في ميدان تشكّل "منصات" المعارضة، النقطة الأضعف فيهما.
تقرير عباس الزين
ما بين تنحّي الرئيس الأسد وبقائه في المرحلة الإنتقالية، تبدو ما تسمى بـ"المعارضة السورية"، بعيدةً بشكلٍ كبير عن الوقائع السياسية والميدانية المحيطة بالأزمة السورية.
إجتماع الرياض الأخير، والذي ضمّ "الهيئة العليا للمفاوضات" ومنصتي موسكو والقاهرة، فشل في الخروج بوفدٍ موحدٍ ورؤية مشتركة، بعد رفض "الهيئة" لمطالب منصة موسكو، والمتمثلة بعدم وضع أي بندٍ يشير إلى رحيل الرئيس الأسد خلال المرحلة الإنتقالية، إضافة إلى مطالبتها بالإبقاء على دستور 2012 مع بعض التعديلات، وهما شرطان رفضتهما "الهيئة".
بمطالبها تلك، تحمل منصة "موسكو" التصور الأكثر واقعية بين "المعارضات"، وذلك انطلاقاً من المتغيرات السياسية والعسكرية، التي رافقت الأزمة السورية مؤخراً، فيما تتقاطع مطالبها مع الإشارات التي أرسلتها الرياض للمعارضة السورية بكامل أطيافها، لا سيما ما تم تسريبه قبل اجتماع الرياض، عن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بقوله إن على "الهيئة" الخروج برؤية جديدة قائمة على عدم بحث مصير الرئيس الاسد في المرحلة الإنتقالية، مهدداً حينها بأن الرياض وحلفائها "سيبحثون عن حل لسوريا من غير المعارضة"، وهو ما تلقفته منصة "موسكو" وطرحته في اجتماع الرياض.
مصادر معارِضة أكدت، أن وكيل وزراة الخارجية السعودية، عادل مرداد، المكلف بالتباحث مع وفود المعارضة، وافق على أن يتم التغاضي أو الصمت، على حد تعبيره، عن مسألة بقاء الرئيس الأسد في السلطة الآن، الأمر الذي أشار اليه رئيس "منصة موسكو"، قدري جميل، بقوله، إن هناك تغيراً في الموقف السعودي ظهر من خلال اجتماع منصات المعارضة السورية الأخير في الرياض.
عضو منصة القاهرة، عبد السلام النجيب، بيّن أن ممثلي الوفود "متفقون على هدف ومختلفون بالتقنية، حول مصير الرئيس الأسد والإعلان الدستوري"، تصريح النجيب يمثل بحسب مراقبين، جوهر الموقف السعودي القائم على مقولة "اتركوا مسألة مصير الرئيس الأسد الآن".
أمام الخلافات المشتعلة بين وفودة "المعارضة السورية"، يُثبت الميدان السوري أن لا غطاء ميداني لتلك "المعارضات" يُمكِّنهُا من التفاوض على مكتسباتٍ عسكرية أمام الحكومة السورية.
القائد العام لـ "هيئة تحرير الشام"، هاشم الشيخ، والذي يقود أحد أكبر التحالفات بين المجموعات المسلحة، اعتبر ان تمثيل "الهيئة" ومنصتي القاهرة وموسكو للشعب السوري باطلاً، لافتاً الى أن الاجتماعات والمفاوضات السياسية لا تمثل ما وصفه بـ"إرادة الشعب وثورته"، بالتزامن مع إعلان سبعُ كتائبَ من القواتِ التابعةِ لأحمد الجربا، انشقاقَها وانضمامَها إلى قواتِ سوريا الديمقراطية، في حين أن الجربا هو مرشح السعودية لخلافة، رياض حجاب، في رئاسة "الهيئة العليا للمفاوضات".