يُجمع الكثير من الباحثين على تحديات خطيرة تنتظر السعودية في ظل وصول محمد بن سلمان الى ولاية العهد والسياسة الخاطئة التي يتبعها في مواجهة الأزمات الخارجية والداخلية.
تقرير ابراهيم العربي
مستقبل قاتم ينتظر السعودية في الأفق البعيد، فالمملكة برمتها تستعد لفترةٍ عصيبةٍ من الاضطرابات الداخليّة. ثلاثة عوامل على الأقل قد تجعل الأمور كلّها أكثر تعقيدًا، وتتمثل هذه الأمور بالحرب القائمة في اليمن، التهديد الذي وجهه ابن سلمان لـ”داعش”، والتوترات المتزايدة في المنطقة الشرقيّة.
في دراسة نشرتها صحيفة (برافدا) الروسية، لفتت الى ان عدداً كبيراً من أفراد العائلة المالكة السعوديّة يريدون التخلص من ولي العهد الشاب، الذي مكّنه صعوده السريع إلى رأس هرم السلطة من السيطرة لدرجة غير محدودة على الاقتصاد والجيش السعوديّ بدعم من والده العجوز، الملك سلمان.
معد الدراسة الخبير ديمتري نيرسيسوف، اوضح أن السعودية ستجد نفسها في مآزق لا خروج لها منها، وهي ستكون اكبر من مستنقع اليمن وأدهى من التهديد الذي وجهه إبن سلمان لداعش، بعد عقود طويلة من دعم المملكة لهذا التنظيم الإرهابي ولو فكرياً، وأخزى من ديكتاتوريتها الداخلية.
حرب العدوان على اليمن طالت ولم تحقق أي نتائج سوى فشل السعودية ومن ورائها إبن سلمان، الذي حاول جاهداً تسجيل إنتصار ولو زهيد فيها من دون أن ينجح بذلك. النجاح الوحيد الذي حققه ولي العهد المتهور هو إستباحة دماء المدنيين اليمنيين.
أما قرار المملكة بإعلان الحرب على الإرهاب والتطرف، على الرغم من أنّ جذور الإرهاب والتطرف متعمقة في أذهان الشباب السعوديين، فإن المال السعودي الذي ترعرعت الجماعات الإرهابية كداعش وغيرها في ظله سيرتد وباله على المملكة ويتحول الى تهديد لها.
مع أنه لا يتم ذكر ذلك في التقارير الغربية إلا نادراً، تعتبر السعودية موطناً لثلاثة ملايين من المسلمين الشيعة الذين يواجهون أعلى مستوى من التمييز في السكن والتعليم والعمل، إضافة إلى الاضطهاد الديني الشديد، خصوصا في المنطقة الشرقية، وهو أمر يرى فيه المراقبون مؤشرات تؤسس لثورة داخلية في أشد الدول قمعاً وتعصباً في العالم.
في ظل هذه التحديات الضخمة، لن يكون طريق إبن سلمان نحو العرش مفروشاً بالورود، فمن بدأ طريقه بإراقة دماء الأبرياء، لن يحصد سوى الهلاك والزوال.