ما بين مسارات الجيش السوري في اتجاه الحدود العراقية عبر محافظة دير الزور، وما يقابلها من تحركات للقوات العراقية في محافظتي نينوى والأنبار نحو الحدود – السورية، ترتسم معالم مرحلة جديدة، ستتساقط معها مشاريع التقسيم، وفصل المحاور عن بعضها.
تقرير عباس الزين
في توقيتٍ خاضعٍ للحسابات المشتركة والتنسيق، بين قوات الجيش السوري وحلفائه من جهة، وبين القوات العراقية من جهة أخرى، بدأ الجيش السوري تحركه في اتجاه فك الحصار عن مدينة دير الزور، بالتزامن مع إعلان القوات العراقية المشتركة، قرب حسمها العسكري لمعركة تلعفر في محافظة نينوى.
وبعد عمليات نوعية للجيش السوري في عمق البادية السورية، وريف الرقة، بدأ الجيش التقدم في اتجاه محافظة دير الزور، عبر 3 محاور: جنوب محافظة الرقة، ووسط البادية، فضلاً عن المنطقة الحدودية مع العراق من الجهة الجنوبية الشرقية للمحافظة.
وتقدمت قوات الجيش السوري والحلفاء خلال الأيام الماضية من محور مدينة السخنة وسط البادية السورية، وتمكنت من التوغل مسافة 13 كيلومتراً في ريف دير الزور الجنوبي الغربي، حيث تعتبر هذا المرة الأولى التي يدخل فيها الجيش السوري محافظة دير الزور من جهة البادية، فيما تمكن في أواخر يونيو / حزيران 2017 من دخول المحافظة من المنطقة الحدودية مع العراق، وفي أوائل أغسطس / آب 2017 من جهة الرقة.
محافظة دير الزور ذات القيمة الإستراتيجية، والغنية بالثروات الطبيعية، تعدّ هدفاً علنياً للولايات المتحدة التي بدأت بتحريك حلفائها باتجاه المحافظة. ففي خضم التطور الميداني الحاسم للجيش السوري باتجاه دير الزور، برز منذ أيام اعلان رئيس “المجلس العسكري في دير الزور”، أحمد أبو خولة، والذي يحارب تحت لواء “قوات سوريا الديموقراطية”، أن قوات “قسد” مدعومةً من “التحالف” الذي تقوده واشنطن، ستبدأ قريباً هجوماً على دير الزور بالتزامن مع معركة مدينة الرقة.
يتفوق الوجود الميداني للجيش السوري حول محافظة دير الزور، من حيث الاستعدادات اللوجستية والعسكرية، على وجود القوات الحليفة لواشنطن، وهو ما سيمكن الجيش السوري من فك الحصار عن المدينة، والتوجه نحو معبر البوكمال عند الحدود العراقية.
في الجهة العراقية، وبعدما حُسِمت معركة تلعفر عسكرياً، وفق ما اعلنته مصادر عراقية، فإن المرحلة المقبلة في الحرب ضد “داعش” ستتوج، بحسب مصادر قيادية في “الحشد الشعبي”، عبر استكمال قوات الأخيرة لعملياتها التي كانت بدأتها سابقاً، والهادفة لتحرير غرب الأنبار، بما فيه منطقة القائم الحدودية مع سوريا، وهي الجهة المقابلة عراقياً، لمنطقة البوكمال السورية.
وسيتم تقدم “الحشد الشعبي” في اتجاه مدينة القائم عبر 3 مسارات: الأول من معبر الوليد الحدودي الذي تم تحريره في يونيو / حزيران، شمالاً. والثاني من أم جريص في محافظة نينوى جنوباً، والثالث من مدينة الرطبة في الأنبار، في اتجاه “القائم”.
أمام تلك المعطيات، فإن تحرك قوات الجيش السوري الأخير في اتجاه دير الزور، بالتزامن مع انتهاء وتطهير قضاء تلعفر من “داعش” والاستعداد للمرحلة الثانية في الأنبار، جميعها معطيات ستضع الحدود العراقية – السورية، أمام مرحلةٍ حاسمة لصالح محور المقاومة، بوصول قوات “الحشد” إلى ناحية “القائم”، والتقائها بالقوات السورية المتقدم من دير الزور، في اتجاه البوكمال.