تتماهى مشاركة كركوك في “استفتاء كردستان” مع المشروع السعودي في هدفين: السيطرة على النفط، ووضع “الحشد الشعبي” في مواجهةٍ عسكرية مع “البشمركة”.
تقرير عباس الزين
في خطوةٍ استفزازية، تتقاطع معها مصالح أميركية سعودية و”إسرائيلية”، صوّت مجلس محافظة كركوك، لصالح مشاركة المحافظة في الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان، المزمع إجراؤه في 25 سبتمبر / أيلول 2017.
رفضت الكتلة التركمانية في مجلس النواب العراقي، والأعضاء العرب في مجلس كركوك، نتائج تصويت المجلس، الذي حصل في ظلِّ غيابهم، معتبرينه غير شرعي، ومطالبين رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بموقف واضح حيال هذا القرار ورفض نتائج التصويت.
وكانت كتلتا “الجبهة التركمانية” و”تجمع الجمهور العراقي العربي” قد قدمتا في وقت سابق خطاباً رسمياً إلى رئاسة مجلس محافظة كركوك يفيد بمقاطعتهما الجلسة على خلفية إدراج الاستفتاء في جدول الأعمال، لكن ذلك لم يمنع مجلس محافظة كركوك من التصويت، الثلاثاء 29 أغسطس / آب 2017، حيث أيد 24 عضواً من أصل أعضاء المجلس البالغ عددهم 41، خيار المشاركة في استفتاء إقليم كردستان.
تماهي قرار مجلس محافظة كركوك، مع المساعي السعودية “الإسرائيلية”، لقيام دولة كردية مستقلة، سبقه تقاطع فاضح للمصالح بين الأطراف الثلاثة، بعد رفض المجلس مؤخراً للتفاهم المبرم بين الحكومة المركزية في بغداد وطهران على تصدير نفط المحافظة للأسواق العالمية عبر إيران، ما يعيد إلى الأذهان تصريح رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو في عام 2003، لمجموعة من المستثمرين الصهاينة، بقوله إنه “لن يطول الوقت حتى تروا النفط العراقي يتدفق إلى حيفا.. إنها مسألة وقت حتى يُعاد تدفّق النفط العراقي إلى البحر المتوسط”.
لا تقع محافظة كركوك ضمن الحدود الإدارية لإقليم كردستان، بل إن قوات “البشمركة” دخلتها بذريعة محاربة تنظيم “داعش”، وبسطت سيطرتها العسكرية على أجزاءٍ واسعة منها، من دون التنسيق مع الحكومة العراقية.
وكان “الحشد الشعبي” قد حذّر من ضم محافظة كركوك إلى الاستفتاء، معتبراً هذه المناطق تابعة للدولة المركزية العراقية، بحكم الدستور، وأن التمدد الراهن لقوات “البشمركة” جاء على خلفية استغلالها ضعف الدولة العراقية وانشغالها بمحاربة “داعش”.
موقف السعودية من قرار المحافظة بالإنضمام إلى الاستفتاء كشفت معالمه صحيفة “الوطن السعودية”، التي كانت نشرت في يوليو / تموز 2017 خارطة لإقليم كردستان ملحقةً بها محافظات ديالي وسنجار وكركوك والكثير من المناطق المتنازع عليها، ما يشي Yلى وجود مخططٍ سعودي يهدف الى جانب السيطرة على النفط، وضع “الحشد الشعبي” في مواجهةٍ عسكرية مع “البشمركة”، في وقتٍ تشهد مناطق جنوب كركوك أجواء من التوتر والتشنج بين قوات الحشد و”البشمركة” على خلفية قيام الأخيرة، بحفر خنادق حول المدن، من دون العودة إلى حكومة بغداد.