بعد تحرير القوات العراقية المشتركة لناحية تلعفر، تستعد لإطلاق عمليات “قادمون يا حويجة” لتحرير القضاء الواقع جنوب محافظة كركوك، في مرحلة تأتي استتباعاً لنجاح “الحشد الشعبي” في تحرير ناحية العياضية، آخر معاقل تنظيم “داعش” بقضاء تلعفر غرب مدينة الموصل، وتطهير محافظة نينوى من وجود التنظيم بشكلٍ كامل.
تقرير عباس الزين
أعلنت قيادة العمليات العراقية المشتركة قرب انطلاق عملية عسكرية لتحرير قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك من سيطرة “داعش”، مشيرةً الى أن العملية العسكرية المقبلة ستكون “قادمون يا حويجة”.
ودعا تحالف ما يسمى بـ”القوى العراقية السنية، مؤخراً، رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إلى وضع خطط “فورية” لتحرير قضاء الحويجة، وذلك بعدما ترددت انباء عن وقوع مجازر على يد “داعش” بحق المدنيين الذين يحاولون الفرار من القضاء الواقع جنوب غرب كركوك. وتقول المفوضية السامية لحقوق الإنسان، التابعة للامم المتحدة، إنها تلقت معلومات ميدانية تفيد باقتياد “داعش” لاكثر من ثلاثة آلاف مدني حاولوا الهرب من الحويجة، فيما تحدثت تقارير عن اعدامات بالجملة طالت المدنيين بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
مجلس محافظة كركوك، الذي صوت مؤخراً لصالح ضم المحافظة الى استفتاء استقلال “إقليم كردستان” عن العراق، كشف عن اكتمال تحشيد القوات الأمنية الى المحاور القتالية في أطراف قضاء الحويجة، مبيناً أن قيادة العمليات المشتركة ستحدد خلال الأيام المقبلة موعدا لإنشاء مقر لقيادة عمليات “قادمون يا حويجة”، في حين قال عضو المجلس، أحمد العسكري، إن “قوات البشمركة” أكملت تحشيدها منذ شهر في محاور القتال قرب قضاء الحويجة جنوبي كركوك”، مشيراً إلى أن عمليات تحرير الحويجة ستشارك فيها “قوات من الحشد العشائري وقوات من “الحشد الشعبي” و”اليشمركة” وقوات الجيش والشرطة الاتحادية والمحلية للمحافظة”.
تشكّل مدينة الحويجة، التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي منذ ثلاث سنوات، بحسب مراقبين، مطمعاً لقوات “البشمركة” التابعة لإقليم كردستان، التي تسعى إلى ضمها لمناطق أخرى كانت سيطرت عليها تحت ذريعة محاربة “داعش”، من دون التنسيق مع الحكومة المركزية في بغداد، في حين يرى مراقبون أن “تحرير الحويجة يحتاج قبل كل شيء إلى مفاوضات سياسية بين بغداد واربيل”.