على وقع التقدم النوعي للجيش السوري والحلفاء باتجاه دير الزور ومناطق أخرى، يستعد المجتمع الدولي لمرحلةٍ جديدة في الأزمة السورية، في ظلِّ تقهقر سياسي لما يسمى بـ"المعارضة السورية".
تقرير: عباس الزين
متوقعاً هزيمة تنظيم "داعش" في سوريا خلال شهرين، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لدى سوريا، ستيفان دي لـهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن هناك 3 أماكن فقط في سوريا، ما تزال أبعد ما يكون عن الاستقرار، وهي الرقة، ودير الزور، وإدلب، مشيراً في الوقت ذاته الى أن "ما نراه هو بداية نهاية هذه الحرب".
المبعوث الأممي، لفت الى أن دير الزور ستحررها الحكومة السورية والروسية في نهاية هذا الشهر تقريبا أو ربما في أوائل أكتوبر، وستحرر "قوات سوريا الديمقراطية" والولايات المتحدة الرقة في نهاية أكتوبر، لتتبق القوة الوحيدة في الحرب السورية حاليا، بجانب "داعش"، وهي "جبهة النصرة"، التي تتمركز في إدلب. دي ميستورا أكد أنها مسألة ستحسم خلال بضعة أشهر، في حال قدم المجتمع الدولي المساعدة للمعارضة والحكومة.
وكانت وزارة خارجية كازاخستان، أعلنت أن الجولة المقبلة من المحادثات بين روسيا وتركيا وإيران، بشأن إنهاء الأزمة السورية ستجري فى أستانة، يومي 14 و15 سبتمبر، وستركز على القوات التى تعتزم الدول الثلاث نشرها هناك.
يأتي ذلك في وقتٍ لا تزال فيه الخلافات مستعرة بين وفود ما يسمى بـ"المعارضة السورية"، حيث أكد رئيس وفد "المعارضة المسلحة" في جولة "أستانا 5" الماضية، أحمد بري، على عدم قبول مشاركة "منصة موسكو" في الوفد الموحد الذي يجري العمل على تشكيله في مؤتمر "الرياض-2"، معتبراً أن منصة "موسكو" لا تمثل رؤية وأهداف الشعب السوري، لكونها لا تفاوض على مصير الرئيس الأسد، حسب تعبيره.
مواقف بري تلك تتعارض مع الخيارات السعودية الأخيرة والداعية الى القبول بواقع بقاء الرئيس الأسد، كما سُرّب عن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، وهو ما أكده رئيس منصة "موسكو" قدري جميل، بتشديده على أن هناك تغيراً في الموقف السعودي من الأزمة السورية.
التجاذبات والخلافات السياسية بين قوى "المعارضة السورية" والدول الراعية لها، يقابلها تماسك سياسي لدمشق، يأتي انعكاساً لإنجازات ميدانية متلاحقة للجيش السوري وحلفائه. وزارة الدفاع الروسية، قالت إن الجيش السوري وبدعم من الطيران الروسي يتقدم بنجاح باتجاه دير الزور لفكّ الحصار عن المدينة، منوهة بأن تحريرها سيكون بمثابة هزيمة استراتيجية لتنظيم "داعش".
وبالتوازي مع التقدم في دير الزور، سيطر الجيش السوري على بلدة عقيربات أكبر معاقل "داعش" بريف حماة، إضافة إلى 12 قرية، بمساحة تبلغ خمسة أضعاف مدينة الرقة، ليقلص الجيش المساحة التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي بريف حماة، إلى 10 كيلومترات مربعة فقط.