أثارت تصريحات الملك سلمان الغموض والتكهنات بعد فصله بين رئاسة الدولة وخادم الحرمين الشريفين، ما يفتح الباب أمام التساؤل عن المرحلة المقبلة لتولي محمد بن سلمان العرش.
تقرير ابراهيم العربي
يختلف المراقبون في ترجيح الخطوات المقبلة لتولي محمد بن سلمان العرش، بين من يرى أن متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني هو الهدف المقبل بعد محمد بن نايف قبل إعلانه ملكاً، وبين من يرى أنّ الإطاحة بمتعب، لن تكون قبل أن يتولىّ ابن سلمان رئاسة الوزراء، التي ستمكنه من تولي مسؤولية جهاز أمن الدولة الجديد، الذي يتولى كافة المهام الأمنية الرئيسية، بعد سحبها من وزارة الداخلية، بساط ابن نايف.
تصريح مثير للجدل والتكهنات، أثاره الملك سلمان خلال تعليق قصير له من مشعر منى، حيث فصل بين موقعه كرئيس للدولة ولقب "خادم الحرمين" الشريفين، وهو الأمر الذي لم يعتد عليه الرأي العام في المملكة.
أوساط مطلعة ربطت بين العبارات الجديدة والغامضة التي أدلى بها الملك ببرنامج محتمل لتغيير كبير ومتوقع قريباً في مجال تسليم السلطة لإبنه محمد بن سلمان، خصوصاً وأنّ وكالة "رويترز" كانت قد نقلت عن شاهد في القصر الملكي، أن الملك سلمان سجل في يوليو الماضي، بياناً يُعلن فيه التنازل عن العرش لابنه، مرجحة أن يكون الشهر الحالي هو موعد إذاعة هذا الإعلان.
وعلى الرغم من أن ظهور الربط المفاجيء بين لقب رئيس الدولة ثم لقب خادم الحرمين الشريفين كان على هامش خطبة قصيرة في خواتيم موسم الحج، لكنه ليس بعيداً، أن يكون، تمهيداً لتخلي الملك عن منصب رئيس الوزراء وتسليمه لمحمد بن سلمان، وهي، بحسب مراقبين، مناورة تجعله بمستوى الملك إدارياً، وذلك كخطوة أولى قبل توليه الحكم.
منصب رئيس الوزراء سيمكن إبن سلمان من تولي مسؤولية جهاز أمن الدولة، والذي سيساعده على التخلص من الخطر الجسيم الذي يهدد توليه العرش، هو الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني، والذي يترأس جيشاً شبه موازي مكوّن من القبائل، الذين يفتقر محمد بن سلمان لعلاقات واسعة معهم، بعكس أبيه.
طريق العرش غير ممهد بسلاسة لإبن سلمان. إذ يواجه الشاب ثلاث معارضات لصعوده، معارضة داخل الأسرة الحاكمة ومعارضة شعبية كبيرة في ظل تردي الأوضاع المعيشية، ومعارضة من الطبقة الدينية في ظل الانفتاح الذي يرمي إليه. إلا أنّ بقاء سلمان ملكاً في ظل تسلم ابنه رئاسة الوزراء، يشكل حماية للأخير من الأمراء المعارضين والقبائل والجناح الديني.