تسرع المملكة في تطوير السياحة الدينية التي تدر مليارات الدولارات، ما هي رؤية محمد بن سلمان للفريضة الدينية في 2030؟
تقرير بتول عبدون
"حتى اكتشاف النفط.. كان الحج يمثل المصدر الاول لمداخيل السعودية"، هذا ما أشار إليه المؤرخ لوك شانتر، المتخصص في الحج اثناء الحقبة الاستعمارية.
مع إعلان محمد بن سلمان "رؤية 2030" لتنويع اقتصاد المملكة في أجواء تراجع أسعار النفط، كان للحج نصيبٌ من الخطة طويلة الأمد، وتشمل تطوير السياحة الدينية من خلال استقبال المزيد من الحجاج، ورفع عائدات الحج.
رغبة المملكة في استقبال المزيد من الحجاج في أفق 2030 ترافقت باشغال كبيرة في السنوات العشر الأخيرة، دمرت هوية المدينة المقدسة بكثرة المشاريع الفاخرة والعملاقة في مكة المكرمة، ولاتزال إلى اليوم، تحاصر 200 رافعة المسجد الحرام، تقف كشاهد على كارثة سبتمبر العام 2015، حيث قتل أكثر من 100 شخص بانهيار إحداها.
هذا العام، زاد عدد الحجاج بنسبة 20 بالمائة، إذ بلغ عدد الحجاج من الداخل والخارج، مليونين و350 ألف حاج بزيادة عن موسم حج العام الماضي.
وفيما ينفق كل حاج عدة آلاف من الدولارات في السكن والتغذية والهدايا والتذكارات، هذا عدا عن مصاريف النقل الجوي، عبر عضو اللجنة السعودية للاستثمار والعقارات محسن الشريف، عن أمله أن يدر موسم الحج والعمرة ما يقارب 150 مليار دولار بحلول عام 2022، من خلال استضافة 20 مليون حاج.
مجلة "نيوزويك" الأميركية سلطت الضوء على تحويل السعودية موسم الحج إلى فعالية سياحية لتحصيل الأرباح، بدلاً من تقديم خدمة متساوية لحجاج بيت الله الحرام. وأوضحت المجلة أن تركيز الرياض على الترف والبذخ في الحج أصبح مثار جدل واسع النطاق، في حين تبني الفنادق المزخرفة وناطحات السحاب التي طوقت الحرم المكي، حتى صرفت الأنظار عن الكعبة نفسها.
الفنادق والمطاعم، اجتاحت معالم مكة التاريخية، ومنازل بعض رموز الإسلام المبجلين لتفسح المجال أمام المد الإسمنتي، بهدف جني الأموال، من دون النظر إلى الهوية الدينية التي تدفع الثمن، فضلاً عن ارتفاع تكلفة الحج، ودفع المسلمين حول العالم ثمن المشروع الاقتصادي الخاص بالسعودية.