تسارع الحكومة العراقية الخطى لاستعادة الحويجة من تنظيم “داعش” الإرهابي مع إطلاقها عملية “قادمون يا حويجة”، مؤكدة أن العمليات العسكرية ستنطلق قريباً جداً، في حين ربط مراقبون السرعة في إعلان بدء عملية التحرير بالتصعيد الكردي الأخير المتعلق باستفتاء انفصال إقليم كردستان.
تقرير: بتول عبدون
تمضي السلطات العراقية في تحرير كامل الأراضي من سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي. فبعد نجاحها في تحرير تلعفر تتوجه الأنظار إلى الحويجة.
واعتبر مراقبون أن مسارعة بغداد في الهجوم على الحويجة وتأجيل تحرير أعالي الفرات مع سورية، يأتي رداً على التصعيد الكردي الأخير وتصويت كركوك على المشاركة في الاستفتاء الخاص بانفصال الإقليم في 25 سبتمبر / أيلول 2017.
تعتبر استعادة الحويجة بحسب متابعين باباً لبغداد لإعادة سلطتها على كامل محافظة كركوك، إذ تسيطر قوات “البشمركة” على المدينة وتدير ملفها الأمني بعيداً عن بغداد منذ عام 2014 بعد انسحاب القوات العراقية إثر اجتياح “داعش” للمدن الشمالية والغربية في العراق.
ويعتبر عضو جمعية المحاربين العراقية والخبير العسكري العقيد المتقاعد سعد عبد الكريم أن تحرير الحويجة “لن يقل أهمية عن تحرير الموصل”، مشيراً إلى بعده العسكري والأمني والسياسي، إذ “ستكون إحجة أو ذريعة أربيل في فرض نفوذها على كركوك قد انتفت، وسيكون لبغداد الغطاء الكافي لإعادة كركوك إلى سيطرة الدولة بدلاً من سيطرة “البشمركة”.
سينهي تحرير المدينة جيوب “داعش” في المنطقة المحصورة بين ديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى، والسيطرة على هذه المساحة الواسعة ستقضي على حلم “داعش” إلى الأبد، كما أنها ستُنهي الهجمات اليومية على المدن المحررة حديثاً والتي يشنها التنظيم انطلاقاً من تلك المنطقة.
يُذكر أن مدينة الحويجة هي مركز رابع أكبر قضاء إداري في العراق، تقع في محافظة كركوك، وتحدها الموصل من الجنوب وتكريت من الشمال.