بالتزامن مع استمرار طائرات تحالف العدوان السعودي بشن الغارات على اليمنيين، تسارع الرياض إلى انتقاد جرائم الجيش البورمي الذي يقتل الأقلية المسلمة في ميانمار، وذلك بعد دعم السعودية لنشوء جماعة مسلحة من مسلمي الروهينغا.
تقرير: سناء ابراهيم
في وقت تعمد فيه السلطات في ميانمار إلى الإجهاز على الأقلية المسلمة المعروفة بـ”الروهينغا” مستبيحة منازلها وعامدة إلى إضرام النيران فيها، رداً على عمليات مسلحة محدودة شنتها جماعة مسلحة من الروهينغا على مقرات أمنية، سارعت الرياض إلى إدانة ما أسمته “انتهاكات حقوق المسلمين وحرق مساجدهم في هذا البلد”.
ودعت السعودية الأمم المتحدة إلى “اتخاذ قرار إدانة فوري ضد ما يتعرض له الروهينغا على أيدي الجيش في ميانمار”، متناسية جرائم تحالفها على اليمن، الذي قتل أكثر من 10 آلاف يمني منذ انطلاق العدوان قبل أكثر من عامين.
وتأتي إدانة السعودية لجرائم الجيش الميانماري بحق الروهينغا بالتزامن مع ما تتعرض له المملكة من انتقادات دولية وحقوقية، لارتكابها جرائم حرب وانتهاكات داخل حدودها وخارجها، من العوامية الى اليمن، الذي عاثت فيه وبأهله خراباً وتدميراً، وقتلت الصغار والكبار من دون أي ذنب.
ويعتبر مراقبون أن الصوت الصارخ لانتقاد ميانمار لم يأتِ من فراغ، مشيرين إلى أن الرياض ضليعة بأحداث ترتكبها جماعة مسلحة ضد الجيش في بورما، وهي متغلغلة بين الروهينغا، وتسمّى مجموعة”حركة اليقين” التي تأسست في المملكة عام 2012.
وسبق أن أشارت “مجموعة الأزمات الدولية” إلى ضلوع مجموعةٍ من المسلمين المرتبطين بالسعودية في أعمال العنف في بورما، موضحة أن الأمر يُهدد تبديل الوضع بالنسبة للحكومة البورمية، وفق تعبيرها.
وكانت “حركة اليقين”، التي أصبحت الآن تعرف بـ”جيش أراكان لإنقاذ الروهينغا”، قد ظهرت بعد أعمال العنف التي وقعت في عام 2012 وأسفرت عن سقوط حوالى 200 قتيل في المنطقة معظمهم من المسلمين، وعمدت إلى تجنيد وتدريب مقاتلين على مدى سنوات في بنغلادش وفي شمال ولاية راخين في بورما، فيما لفتت مجموعة الأزمات الدولية الانتباه إلى أن زعيم الحركة هو عطاء الله، وهو من الروهينغا ولد في باكستان وهاجر إلى السعودية، وتدرب هناك عسكرياً وفكرياً.