أعربت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية عن امتعاض الكثيرين من التغطية الإعلامية العنصرية للعدوان على اليمن والفيضانات التي ضربت أميركية، مشيرة إلى أن الكوارث الإنسانية بفعل البشر لا يُسلَّط الضوء عليها، بل تجذب أنظار العالم واهتمامه الكوارث الطبيعية، وشددت على ضرورة انتقاد وسائل الإعلام على ممارستها التمييز.
تقرير: سناء ابراهيم
فيما يضج العالم بالصور والمشاهد والاحداث المتلاحقة عن العاصفة المدارية التي تضرب ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأميركية، على اعتبار أنها أكبر كارثة في الوقت الحاضر، بسبب ما خلفته من مآسي، تصمّ الوسائل الاعلامية والمجتمع الدولي الآذان عن صراخ الأطفال الأيتام في اليمن، الذين شرّدوا وهجّروا بفعل آلة الموت السعودية.
من هذا المنطلق، كتب جوناثان فريدلاند مقالاً في صحيفة “ذي غارديان” البريطانية تحت عنوان “هناك كارثة أسوأ من تكساس، ولكن لا أحد يتحدث عنها؟”، أشار فيه إلى اهتمام وسائل الإعلام العالمية بإعصار “هارفي” وإغفالها كوارث أكثر قساوة ودماراً في مناطق أخرى من العالم.
ولفت الكاتب الانتباه إلى أن عدد قتلى هارفي 44 شخصاً من تكساس، وعدد المنكوبين الذين تركوا منازلهم ونقلوا إلى الملاجئ نحو 32 ألف شخص، منذ بدء الإعصار الأسبوع الماضي، وأكد أنها “كارثة لكل واحد من هؤلاء الضحايا ولكن الأرقام صغيرة جدًا مقابل الدمار الذي أحدثته الفيضانات جنوبي آسيا في الفترة نفسها، حيث قتل 1200 شخص، وشردت السيول الكثيرين شمالي الهند، وجنوبي نيبال، وشمالي بنغلاديش، وجنوبي باكستان”.
وحمّل الكاتب لندن وواشنطن “مسؤولية ارتفاع حجم الكوارث الانسانية في اليمن”، الذي صنّفته الأمم المتحدة أنه يعاني أكبر كارثة إنسانية، وذلك عبر الدعم اللتين تقدمانه إلى الرياض عبر صفقات الأسلحة.
وانتقد الكاتب التغطية الإعلامية السيئة والتي تحمل الكثير من التمييز والعنصرية التي تتلاعب بأرواح البشر، مشيراً إلى أن الإعلام والتغطية المستمر أصبحت تستحقها أرواح بشر من دون الأخرى، وهو ما يجسد “العنصرية”.
وشدد المقال على أن اليمن اليوم “يعاني أكبر كارثة انسانية، إذ أن حجم المعاناة في أفقر بلدان العالم العربي واضح، بفعل العدوان الذي قتل أكثر من 10 آلاف شخص، وشرّد ملايين آخرين، فيما حياة عشرات الآلاف مهددة بالانتهاء بوباء الكوليرا”، مشيراً إلى أن “لا تغطية إعلامية لهذه الكوارث في اليمن، لأن الكارثة هي صناعة بشرية”.
وخلص فريدلاند بالقول إلى أن أطفال اليمن “يموتون الموت القاسي، في حين يتجاهلهم بقية العالم لأنهم لا يغرقون في ولاية تكساس أو مومباي”، بل “إنهم يموتون تحت أشعة الشمس الحارة الساخنة، التي قتلها حلفاؤنا عن طريق عدم اهتمامنا”.