بالتزامنِ مع السخطِ الشعبيِّ في المملكةِ جراءَ السياساتِ الاقتصاديةِ الأخيرةِ المتَّبعة والدعواتِ لرفعِ الصوتِ عالياً عن ما يُعانيهِ المواطنونَ من أزمةٍ مالية، برزَت دعوةٌ جديدةٌ للتظاهرِ في 15 من الشهرِ الجاري، فيما تتوالى التقاريرُ التي تكشفُ مدى هشاشةِ عهدِ بن سلمان ورؤيتِه الإصلاحية.
تقرير: بتول عبدون
الوضع الاقتصادي في السعودية يسير الى الأسوأ بالرغم من طموحات محمد بن سلمان في خطته 2030.
صحيفة "أوبزيرفر" نشرت تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط مارتن شولوف، أشار فيه الى إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قام خلال ثلاثة أعوام من صعوده السريع بإحاطة نفسه بمستشارين ومقربين، توصلوا إلى النتيجة ذاتها، وهي أن المملكة تواجه مشكلة خطيرة إن قامت بعملية إصلاحية.
التقرير، اعتبر ان عائلة آل سعود تواجه على كل جبهة معركة "معركة اقتصادية وثقافية وسياسية واجتماعية" -يمكن أن تخسرها في بلد يتقدم بسرعة نحو حالة الانفجار.
فالسعودية لأنها ملكية مطلقة تعاني من تضخم في القطاع العام فالعقلية التي تربى عليها السعوديون، من ناحية حقهم في الحصول على دعم الدولة، تجعل من أي محاولة للتغيير صعبة إن لم تكن مستحيلة.
وبحسب التقرير، فإن نسبة 60% من سكان السعودية هم من الشباب تحت سن الثلاثين، ومن بين هؤلاء نسبة عالية غير راضية عن الوضع وساخطة من العقد الاجتماعي مع الدولة، الذي يقيد حركتهم وتفاعلهم مع بعضهم، ولا يسمح لهم بالترفيه، ولا تتوفر لهم الوظائف، وإن وجدت فهي يدوية.
بدورها تشير "الغارديان" البريطانية الى أن المملكة بدأت خصخصة أصول الدولة، التي تتخطى بمراحل "ثورة تاتشر" الاقتصادية في ثمانينيات القرن الماضي، بل تنافس قيمة أصول الاتحاد السوفييتي المتفكك في تسعينيات القرن الماضي من حيث الحجم والأهمية.
فقد علَّقت السعودية لافتة للبيع على جميع القطاعات الاقتصادية تقريباً، حتى نوادي كرة القدم في المملكة عُرضت للبيع.
برنامج الخصخصة بحسب "الغارديان" يعد جزءاً محورياً من خطة التحول الاقتصادي 2030 فقد أدى ثبات أسعار النفط حول 50 دولاراً للبرميل إلى استنزاف واتساع فجوة العجز في الموازنة السعودية.
"الغارديان" تؤكد ان تطبيق مثل هذه الخطة ليس أمراً بسيطاً، فآل سعود يواجهون صراعات قد يفشلون في تخطيها على كافة الأصعدة في بلد يخطو نحو الانهيار.