بعد أشهر على زيارته للسعودية، عاد الحديث عن ما تلقاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من حكام الرياض من هدايا باهظة الثمن.
تقرير: رانيا حسين
"هؤلاء أناسٌ يقتلون النساء ويعاملونهن معاملةً فظيعة، لكن رغم ذلك، تأخذين أموالهم".. بهذه الكلمات عاير دونالد ترامب عام 2016 منافسته على الرئاسة هيلاري كلنتون في إحدى المناظرات.
ترامب هذا نفسه، هو الذي قبل عشرات الهدايا باهظة الثمن، قدمها له النظام الحاكم في السعودية خلال زيارته الأولى لهذا البلد في مايو الفائت.
ونشر موقع "الديلي بيست" الأميركي وثيقة تظهر أن ترامب قبل ما لا يقل عن 83 هدية منفصلة من السعودية.
وضمَّت مجموعة الهدايا تشكيلةً متنوعة، من الهدايا الملكية والعسكرية والملابس المصنوعة من فراء النمر والفهد، وغيرها.
وسخر الموقع من هدية تلقاها ترامب تصور امرأة سعودية، وقال أن الرئيس الأميركي يستطيع التأمل في حالة حقوق المرأة السعودية أمام هذه اللوحة!
ويطرح الموقع مسألة الهدايا من منظار مختلف، حيث يعتبر إنها رمزٌ لقضيةٍ أكثر خطورة، وهي احتضان ترامب للنظام السعودي، وهو تحول تام عمَّا كان ينادي به في خطاب حملته الإنتخابية.
فخلال الحملة، اتهم ترامب النظام السعودي بكل شيء، بدايةً من مسؤوليته عن هجمات 11 سبتمبر ، إلى الفشل في دفع التعويضات المالية كما ينبغي أن يكون، حسب تعبيره، حتى أنَّه هدد بوقف شراء النفط إذا لم تُحسِّن السعودية من موقفها.
وبحسب المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش، سارة ليا ويتسون، فإن قرار ترامب بزيارة السعودية أولاً كان يشير بوضوح إلى "أنَّ أولى أولوياته هي علاقة أميركا الأكثر ربحاً بعميلها الأهم في صناعة الأسلحة في العالم".
بدورها تؤكد كريستين بيكرل، وهي باحثة في المنظمة الحقوقية ومتخصصة في شؤون دول الخليج، انه منذ أن أصبح ترامب رئيساً، تصاعدت الهجمات الجوية والبرية في اليمن، ما يعكس زيادة مشاركة الإدارة الأميركية في الصراع الذي يؤثر على ملايين اليمنيين ويدفع بلدهم الى أكبر كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين.