تستعد وزارة الخارجية الروسية لزيارة إلى الرياض وعمّان لبحث الأزمتين السورية والخليجية، في ظلِّ تفاهمات مشتركة بين روسيا وعمان لخفض التوتر جنوب سوريا.
تقرير عباس الزين
يصل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الى كلٍّ من السعودية والأردن، بين 9 و11 سبتمبر / أيلول 2017، وفقاً لمأ أعلنته المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا.
وأشارت زاخاروفا، في مؤتمر صحافي، إلى أن لافروف سيلتقي في جدة الملك سلمان ونظيره عادل الجبير، وبعد ذلك سيتوجه إلى العاصمة الأردنية عمان لإجراء مباحثات مع الملك الأردني عبد الله الثاني ونظيره أيمن الصفدي.
تأتي زيارة لافروف تحت عنوان “بحث التعاون الثنائي والأزمة الخليجية والوضع في سوريا”، فالأزمة الخليجية ليست البند الوحيد على جدول الأعمال الروسي، لا سيما وأن تشعباتها مرتبطة بالملف السوري.
وبحسب مصادر أردنية، سيسعى الوزير الروسي إلى إقناع الرياض بوقف كل أشكال الدعم السياسي والمالي لـ”المعارضة السورية” المسلحة، على أن يكون ذلك جزء من ترتيبات إقليمية اشمل تؤدي لمعالجة الأزمة في الخليج.
انطلاقاً من زيارة وزير خارجيتها، تريد موسكو تحصيل قبولٍ سعودي لمشاريع خفض التوتر في الجنوب السوري، في ظلِّ ما يحكى عن اتفاق روسي أميركي أردني حول انسحاب فصائل ما يسمى بـ”أحمد العبدو” و”أسود الشرقية” من ريف دمشق الجنوبي الشرقي. وبحسب مصادر إعلامية، فإن الإتفاق يقضي بتسليم هذه الفصائل لصواريخ “تاو” وراجمات الصواريخ للأميركيين كمقدمة لتطبيقه، وتقضي المرحلة الأولى بوقف جميع العمليات القتالية ضد الجيش السوري وانسحاب الفصائل إلى الأراضي الأردنية.
بعد الانصياع الأردني لإنتصارات الجيش السوري جنوب البلاد، فتحت عمّان قنوات اتصال مع موسكو من أجل اتمام تفاهمات الجنوب السوري، فزيارة لافروف تأتي لتعزيز مستوى تلك الاتصالات، في حين يرى مراقبون أن زيارته الى الرياض، جهّز أرضيتها إدراك سعودي، بأن الروس قد يكونوا الطرف الوحيد القادر على حل الصراع في سوريا، في وقتٍ لم يعد أمام الرياض أي خيار غير تقبل الرئيس بشار الأسد في السلطة.
المهم حالياً بالنسبة إلى الرياض البقاء على الساحة الإقليمية، وذلك ضمن مشروعٍ مختلف الأدوات، يهدف الى مواجهة صعود الحليف الأبرز الداعم لدمشق أي طهران، انطلاقاً من التقارب مع حليفها الآخر، موسكو.