أبرم رئيس حكومة الرياض عبدربه منصور هادي صفقة مشبوهة مع الإمارات، قام بموجبها بتأجير الأخيرة جزيرتي ميون وسقطرى وميناء عدن لمدة 25 عاماً قابلة للتجديد.
تقرير ابراهيم العربي
بعد عامين من حرب اليمن، ولإحكام نفوذها البحري، سيطرت الإمارات على أهم مناطق اليمن الإستراتيجية، متمثلة بميناء عدن وجزيرة ميون، حيث مضيق باب المندب الإستراتيجي، وجزيرة سقطرى، كبرى الجزر على مستوى المنطقة العربية.
الصفقة المشبوهة وبحسب مصادر وزارية في حكومة الرئيس اليمني المنتهية صلاحياته عبدربه منصور هادي، تم إبرامها بين الأخير والإمارات برعاية سعودية في السادس من سبتمبر الحالي، تنتهي بموجبها الخلافات العميقة بين الجانبين.
منذ أول يوم شاركت فيه مع تحالف العدوان السعودي، تحركت الإمارات بخطى مشبوهة في اليمن، وكان تركيزها منصبّاً على المحافظات اليمنية الجنوبية، عدن وحضرموت وسقطرى، حيث كانت هذه المدن مناط أطماعها.
الصفقة تنص على تأجير الإمارات جزيرتي سقطرى وميون وميناء عدن لمدة 25 عام قابلة للتجديد، وفي مقابل ذلك تلتزم أبوظبي بإيقاف الدعم عن أي كيان أو جماعة مناهضة لهادي، خصوصاً ما يُسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي، والجماعات المسلحة التي أنشأتها القوات الإماراتية في عدة مدن جنوبية من قبيل قوات الحزام الأمني والنخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية.
كما أعطت الصفقة المبرمة الإمارات الحق في منع أي مواطن يمني من دخول جزيرتي "سقطرى" و"ميون" طالما لم يكن من سكانهما، إلا بموجب ترخيص خاص منها.
وبموجبها منحت الصفقة الإمارات الحق في التنقيب عن النفط والغاز وأي ثروات معدنية في البر والبحر بالتشاور مع المؤجر ويكون الريع مناصفة، إضافة إلى ذلك يمكن ضم الجزيرتين إلى أنشطة دولية مثل الاشتراك في أنشطة ومسابقات رياضية وفنية وأي شيء يقرره مجلس إدارة الجزيرة التابع للسلطات المستأجرة.
وفي محاولة لتجميل صورة الصفقة بين هادي والإمارات أمام الشعب اليمني اشترطت حكومة هادي على الأخيرة شروطاً شكلية، ومنها أن أي آثار ذات قيمة كبيرة يتم العثور عليها توثق وتحفظ في متحف الجزيرة، والمحافظة على التنوع البيئي فيها، وأن يتكفل المستأجر بالدفاع عن الجزيرة ضد أي تهديد خارجي.
فيما يتعلق بجزيرة ميون، فبحسب مراقبين، أشاروا إلى أن خط الملاحة الذي كان يمر بقربها قام التحالف بإلغائه وبالتالي فإن إستئجار تلك الجزيرة يأتي في إطار السيطرة على الشريط الساحلي وباب المندب لصالح قوى غربية عظمى يبدو أن بريطانيا ليست بعيدة عنه نظراً لتواجد قواتها الحديث قرب الجزيرة.