السعودية وعبر "الإئتلاف السوري المعارض"، تستبق زيارة وزير الخارجية الروسي، ببيانٍ رافضٍ لاتفاقات الجنوب السوري.
تقرير عباس الزين
لم تنتظر السعودية وصول وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الى أراضيها كي تسمعه جوابها على مساعيه الرامية الى اتمام تفاهماتٍ معها، حول الوضعين العسكري والسياسي في الجنوب السوري.
قبل وصول لافروف بساعات، خرج ما يسمى بـ"الإئتلاف السوري المعارض" ليعلن رفضه ما اعتبره "الضغوط الهادفة لإجلاء فصيلين مسلحين تابعين "للجيش الحر" من البادية السورية إلى الأردن". الإئتلاف الذي يحظى بدعمٍ سعودي شامل، هاجم الأردن بطريقة مبطنة ودول إقليمية أخرى، لدورها في ما وصفه بـ"صفقة البادية"، معتبراً أن فصيلي أحمد العبدو" و"أسود الشرقية" تميزا بحسب تعبيره بأداء متميز ضد الجيش السوري و"داعش" في مختلف مناطق سوريا.
هجوم "الإئتلاف" على مساعي تطبيق اتفاقات الجنوب السوري، يأتي استباقاً لما سيطرحه لافروف في زيارته الرياض وعمان، بحيث سيسعى الأخير الى تحصيل قبولٍ سعودي لاتفاقات الجنوب السوري، لا سيما الاتفاق الروسي الأميركي الأردني، الذي يقضي بانسحاب الفصيلين المذكورين، من ريف دمشق الجنوبي الشرقي، الى الأردن، ضمن اتفاق "خفض التوتر".
في الوقتِ الذي وصلت فيه التفاهمات الروسية – الفرنسية إلى نقاطٍ مشتركةٍ كثيرة، حوال الملف السوري، وما سبقها من تقاربٍ ايراني – تركي في الملف ذاته، بالتزامن مع الاتفاقات الأميركية – الروسية، يبدو أن السعودية لا زالت تمنّي النفس بأي أرباحٍ ميدانية، بهدف استثمارها سياسياً، وهو ما يدفعها الى عرقلة أي محاولاتٍ روسية، تهدف الى التفاهم معها في الملف السوري.
تمارس السعودية سباقاً مع الوقت، فيما يخص الأزمة السورية. انطلاقاً من التطورات الميدانية في الجنوب السوري، فإن هذا السباق لن ينتج عنه إلا الخسارة بحسب المشهد الميداني.
معظم الدول المعنية بالأزمة السورية، بدأت بالوصول الى خط النهاية الذي رسمته دمشق، في حين أن الرياض بدأت تنطلق بخطواتٍ بطيئة، لا تتماشى مع تسارع العمليات العسكرية للجيش السوري وحلفائه، مع الأخذ بعين الإعتبار أن المحاولات السعودية الأخيرة، ومنها بيان "الإئتلاف"، ممكن أن تكون مجرد مناورةٍ من قبل الرياض، هدفها التصعيد في وجه لافروف القادم معززاً زيارته بانتصارات الجيش السوري، وذلك لتأمين انسحابٍ بأقل الخسائر الممكنة، والشروط المفروضة.