تساءَلت صحيفةُ "المونيتور" عن استعدادِ الرياضِ لفتحِ صفحةٍ جديدة مع طهران بعد التصريحاتِ التي أدلى بها وزيرُ الخارجيةِ عادل الجبير، وأثّرت في رفعِ منسوبِ التوترِ بين البلدَينِ من جديد، على الرغمِ من المحاولاتِ الإيرانيةِ المتكررةِ لطيِّ صفحةِ التوترات.
بعد إدخال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير العلاقات بين طهران والرياض في نفق دبلوماسي مظلم، برده على كلام نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الذي أبدى استعداد بلاده لفتح صفحة للعلاقات بين الجانبين، تتجه تحليلات صحفية الى التساؤل عن إمكانية إذابة الجليد في العلاقات الثنائية بين الطرفين.
في مقال تحت عنوان "هل السعودية مستعدة لتحويل الصفحة مع إيران؟"، أوردت صحيفة "المونيتور"، تقريرا تضمن مسار العلاقة بين المملكة والجمهورية، مشيرة الى أنه وعلى الرغم من أن الجبير وصف بادرة ظريف بأنها "مثيرة للضحك"، إلا أن هناك دلائل على أن تغييرا دقيقا قد يحصل في الثنائية، وذلك بسبب تغييرات المشهد الاقليمي.
وأشارت "المونيتور" الى أن كلام وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف خلال مقابلة تلفزيونية، أكد خلالها استعداد بلاده "للتعاون مع الدول الإسلامية حول كافة القضايا الهامة للعالم الإسلامي"، وأضاف أنه "اذا كانت الحكومة السعودية مستعدة لتحويل الصفحة فإن إيران مستعدة لذلك ".
وبيّنت الصحيفة أن خط تعطل العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية يمتد عميقا، بسبب المواقف المختلفة في السياسة الإقليمية، خاصة في سوريا واليمن، غير أن هذه المعضلة يبدو أنها تتجه للتبدد مع التسريبات عن محمد بن سلمان التي تشير الى رغبته في الخروج من مستنقع اليمن، وكذلك مع تغير المشهد على الأراضي السورية مع هزيمة المشروع التقسيمي عبر الجماعات المسلحة والإرهابية التي تتلقى تمويلا من الرياض، ما دفعها الى تغيير سياستها مع تبدل المشهد اقليمياً.
كذلك أثّر تبدل المسار السعودي في السماح للحجاج الإيرانيين بأداء المناسك للعام الحالي من دون مخاوف على حياتهم بعد مقاطعتهم الموسم العام الماضي بسبب "فاجعة منى" عام 2015 ونشوب حرب دبلوماسية بين الرياض وطهران، ولكن الآن يبدو ان المشهد يتغير وفقا لمعطيات التقارب التي توضح أن الجانبين لديهما استعداد للحوار، إلا أن هنالك امورا تؤخر تنفيذ التطابق وطي صفحة الحروب الدبوماسية والسياسية والتي تنعكس على دول الجوار، غير أنها ليست طويلة الأمد، وفق المونيتور.