متحدياً لعنة السفر، بدأ أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الخميس 14 سبتمبر / أيلول 2017، زيارة خارجية رأى فيها متابعون مؤشراً على متانة النظام القطري، ويريدها تميم تأكيداً على فشل مخططات دول المقاطعة الانقلابية.
تقرير رامي الخليل
من أنقرة، بدأ أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني زيارة ثلاثية تضم إلى جانب تركيا كلًّ من ألمانيا وفرنسا. وبعدما تجاوزت الأزمة الخليجية حاجز 100 يوم من دون أفق منظور للحل، خطى تميم اولى خطواته خارج بلاده، في رسالة أراد منها تأكيد ثقته بمتانة عرشه، على الرغم من المعلومات عن وجود حكومة انتقالية قطرية تتخذ من أحد فنادق الرياض مقراً لهاً، ويرأسها الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني.
جاء اختيار انقرة كمحطة أولى للزيارة من دون ترتيب مسبق، وهي تُظهر رغبة لدى تميم بالقول إنه مُطمئنٌ على سلامة حُكمه، وغير خائفٍ من حُدوث انقلاب، خاصة أنه حرص قبل بدء رحلته على زيارة “قاعدة العديد” الأميركية، في مؤشر على تلقيه تطمينات من واشنطن.
ورأى مراقبون أن زيارة تميم لأنقرة على الرغم من أنه لم يكن معد لها مسبقاً، إنما يريد من خلالها التأكيد على قوّة التّحالف القَطري التركي، وأنه بإمكانه الاعتماد على انقرة في مُواجهة أيّ تدخّلٍ عَسكريٍّ خارجي محتمل، في ظل وجود قوات عسكرية تركية قد يصل تعدادها إلى 30 ألف جندي على الأراضي القطرية.
أمير قطر الذي من المقرر أن تكون المانيا محطته الثانية يوم الجمعة 15 سبتمبر / أيلول، يعتزم خلال وجود في برلين تتويج أحد أخطر الاتفاقات الاستخباراتية في العالم، حيث ستمنح قطر الاستخبارات الالمانية كل معلوماتها بخصوص ملف الإرهاب.
تشير التحليلات إلى أنه من شأن هكذا اتفاق أن يُكسب قطر جولة هامة على دول المقاطعة، إذ ستؤكد أن ما روجت له تلك الدول عن دعم الدوحة للإرهاب لا يتعدى المزاعم المزيفة، وهي ستقلب الآية على السعودية مع المعلومات عن دعم الرياض للإرهاب في كل من سوريا واليمن.
أما فرنسا، الدولة التي وعدتها السعودية بتزويدها بملف كامل عن تجاوزات الدوحة لناحية دعم الإرهاب، فستكون المحطة الخارجية الثالثة لتميم، خاصة وأن باريس دعمت حق الدوحة في الدفاع عن سيادتها، كما أجرت تمارين عسكرية مشتركة مع القوات القطرية، دعا رئيسها إيمانويل ماكرون إلى رفع الحصار عن قطر.