كشفت مجلة "فوربس" الأميركية في مقال للكاتب دوغ باوندو، إلى أن إشعال الرياض وأبو ظبي للأزمة الخليجية الأخيرة، ومعادتهما للدوحة يمثل تهديدا مباشرا لواشنطن التي عليها التصرف حياله، وإجبار السعودية والإمارات على تنظيف الفوضى التي سبباها في المنطقة.
تقرير: محمود البدري
العلاقات الحميمة بين دونالد ترامب وبعض دول الخليج تحمل مخاطر على المصالح الأميركية ..
فعدا عن أن سياسة الرئيس الأميركي التي تتجاهل ما تقوم به السعودية على صعيد نشر وترويج التطرف والإرهاب، تضر بواشنطن وتضع حياة المواطنين الأميركيين في خطر، سلطت مجلة "فوربس" الأميركية الضوء على حصار الرياض وأبو ظبي للدوحة، معتبرة أنهما بذلك تهدّدان المصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط بعدوانهما.
كاتب المقال دوغ باوندو طالب إدارة الرئيس ترامب والمسؤولين بالتحرك لمواجهة الدور السعودي السلبي، ومعه الدور الإماراتي، ووضع حدّ للأزمة الخليجية بأسرع وقت، وإجبارهما على تنظيف الفوضى التي خلقاها مع التوضيح لهما أن الخطأ غالبا ما يكمن في محورهما العدواني والقمعي، خاصة في ظل وجود ولي العهد محمد بن سلمان الذي يتصرف كثور في متجر خزف، على حد وصف الكاتب.
وراح باوندو أبعد من ذلك عندما لفت إلى أن المملكة الغنية بالنفط تريد السيطرة على منطقة الخليج، فيما تريد الإمارات السيطرة على السعودية، ولو سيطرة غير مباشرة، على الأقل. وهاتان الدولتان تريدان فرض إرادتهما على دولة قطر المجاورة والتي تُزعج بسياستها الخارجية العائلتين الحاكمتين في الرياض وأبو ظبي واللتين لم تعتادا على النقد والمعارضة.
إضافة الى ذلك، انتقاد سجل الدوحة في مجال حقوق الإنسان والحريات الدينية من قبل الرياض، غير منطقي على اعتبار أن القمع أوسع وأعمق بكثير في الإمارات والسعودية عبر فرض قيود على الحريات المدنية والاعتقالات دون تهمة، والاحتجاز المطول قبل المحاكمة، وإساءة المعاملة أثناء الاحتجاز واستهداف الناشطين الحقوقيين والإصلاحيين المناهضين للحكومة والتمييز بين الجنسين وعدم المساواة في الحقوق. وأيضا فيما يتعلق بدعم الإرهاب والمجموعات المسلحة.
وفي هذه المرحلة، لا ترى أغلب الحكومات نهايةً سريعة للمواجهة الخليجية.
على سبيل المثال، يرى وزير الخارجية تيلرسون أن الحل النهائي للأزمة قد يستغرق وقتاً طويلاً، إلا أنه، وبحسب مراقبين، من شبه المؤكد أنَّ الرياض وأبو ظبي ستضطران إلى التراجع، لكنَّهما غير مستعدتين للإذلال الناتج عن هذا التراجع بعد.
وانتهى الكاتب إلى أنه بناء على تلك المعطيات ينبغي على الرئيس ترامب مواجهة دور الرياض السلبي المتضخم في الشرق الأوسط في أسرع وقت ممكن.