لقاء علني هو الأول من نوعه بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، على هامش لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
تقرير بتول عبدون
على هامش لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لأول مرة وبشكل علني منذ تولي الأخير الرئاسة المصرية، في وقت تعكف فيه واشنطن في إطار بحثها عن جبهة موحدة تضم الاحتلال إلى “قوى عربية سنية” كما يحلو لها تسميتها بوجه إيران، بذريعة البحث عن حل إقليمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
تناول اللقاء، الذي استغرق 90 دقيقة، بحسب بيان للرئاسة المصرية، سبل استئناف ما وصفتها صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية بـ”العملية السلمية” في فلسطين المحتلة، بمشاركة كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس المخابرات المصرية، خالد فوزي.
وعلى الرّغم من أنّ اللقاء العلني هذا بين السيسي ونتنياهو، سبقه العديد من اللقاءات السرية، إلاّ أنّ المشهد غير المألوف، لاقى غضباً لدى الرأي العام المصري والعربي عموماً، عكسه استنكار واسع من صحفيين وإعلاميين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّروا عن امتعاضهم الشديد لظهور السيسي بجوار نتنياهو في حالة من السعادة المبالغ بها. ففي فبراير / شباط عام 2016، عُقد لقاء سري بين السيسي نتنياهو كشفت عنه صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في يونيو / حزيران 2017، جرى في مدينة العقبة الأردنية. وفي أبريل / نيسان من العام نفسه، التقى نتنياهو والسيسي ورئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ، سراً، في القصر الجمهوري في العاصمة المصرية القاهرة، بحسب الإعلام الاسرائيلي.
ويأتي اللقاء المصري الإسرائيلي بعد أيام قليلة من تناقل بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية أنباء عن إجراء ولي العهد، محمد بن سلمان، زيارة سرية إلى الأراضي المحتلة، كخطوة في طريق تطبيع العلاقات بين البلدين، مع الاشارة إلى عدم صدور أي نفي رسمي من المملكة لهذا الخبر المتداول إلى اليوم.
وقبل ساعات من لقاء السيسي بنتنياهو، كشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أكد للحاخام اليهودي أبراهام كوبر حق مواطني البحرين في زيارة إسرائيل، وأعلن عزمه فتح الطريق قريباً أمام مواطنيه للسفر إلى تل أبيب، معرباً عن معارضته المقاطعة العربية للاحتلال.
يؤّكد اللقاء تصريحات المسؤولين الإسرائيليين ووسائل إعلام العدو بأن السلام وحل القضية الفلسطينية لم يعودا شرطاً للتطبيع العربي الإسرائيلي، كما يؤكد ما أشار إليه نتنياهو أكثر من مرّة أن العلاقات بين الدول العربية وتل أبيب وصلت إلى مراحل متقدمة وغير مسبوقة.