صحيفة “ذا إندبندنت” البرطانية تكشف سبب صمت السعودية حيال أزمة مسلمي الروهينغا.
تقرير عباس الزين
الصمت السعودي فيما يخص المجازر العرقية في ميانمار، ضد الأقلية المسلمة، سببه اقتصادي. هذا ما كشفته صحيفة “ذا إندبندنت” البريطانية التي بينت أن عدم مبالاة الرياض بما تتعرض له أقلية “الروهينغا” يرتبط بمصالحها الاقتصادية والتجارية مع شرق آسيا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما هرب لاجئون من “الروهينغا” بسبب الاضطهاد والذبح في العقود الماضية، وجد عشرات الآلاف منهم ملجأ في السعودية، لكنّ الأخيرة ببعض المساعدات والتصريحات حيال الأزمة الحالية.
ونقلت “ذا إندبندنت” عن خبراء قولهم إن السعودية، باعتبارها أكبر مصدر للنفط في العالم، تتنافس مع روسيا على تصدير النفط إلى الصين. ومن أجل توسيع نطاق إمداداتها، تحتاج إلى مساعدة السلطات البورمية.
وكشفت الصحيفة أن خط الأنابيب الذي افتتح مؤخراً في ميانمار يوصل النفط من الدول العربية والقوقاز إلى مقاطعة يوننان الصينية، حيث وقع فرع تابع لشركة “أرامكو” السعودية العملاقة للنفط وشركة “بتروتشاينا” الصينية اتفاقاً لتوريد المقاطعة الصينية الجنوبية 200 ألف برميل يومياً من النفط الخام، إذ أن الخط الذي يبلغ طوله 771 كيلومتراً يبدأ من خليج البنغال في ولاية راخين، حيث وقعت معظم الجرائم ضد أقلية “الروهينغا”.
واعتبر مركز “الاستراتيجيات والدراسات الدولية”، الذي كتب عن السياسات النفطية العالمية للصين، أنه لا يمكن تكون السعودية صريحة في قضية “الروهينغا” لأنها “تعتمد في الواقع على الحكومة البورمية لحماية خط الأنابيب”.
ويرى مراقبون أن السعودية تستمر في برنامجها الاقتصادي والسياسي في بورما وجنوب شرق آسيا، ومع ذلك لا تزال تدعي أنها تنتهج مواقف أخلاقية من خلال استضافة اللاجئين في السابق وتقديم مساعدات مالية.
وكانت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية قد وصفت مسلمي “الروهينغا” بـ”الإرهابيين”، متبنية رواية قائد الجيش الميانماري من أنه حتى 30 أغسطس /آب 2017 نفذ عدد كبير من الإرهابيين 52 هجوماً على قوى الأمن، فيما وصفتهم صحيفة “عكاظ” بـ”المتمردين”، ذاكرةً في خبرٍ معنونٍ لها بأن “71 قتيلاً حصيلة هجوم المتمردين الروهيغا في بورما”.