نقلت مجلة “نيوز ويك” الأميركية عن مسؤول أميركي نفيه لما ذكرته وكالة “بلومبرغ” عن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حذر السعودية وحلفائها من القيام بعمل عسكري ضد قطر.
تقرير ابراهيم العربي
بعدما نقلت وكالة “بلومبرغ” للأنباء عن شخصيتين مقربتين من الرئاسة الأميركية ما مفاده أن الفضل يعود إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إقناع كل من السعودية والإمارات بالعدول عن عمل عسكري ضد قطر، كانتا تخططان له في بداية الأزمة، كذب مسؤول أميركي صحّة التقرير الذي أوردته الوكالة.
وأكد المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم ذكر إسمه، في تصريح لموقع مجلة “نيوز ويك” الإلكتروني، أن ترامب “لم يتطرق إلى هذا الموضوع أصلاً”، مضيفاً أن الرئيس “لم يناقش العمل العسكري مع شركاء الولايات المتحدة في الخليج”، ومؤكداً عدم صحة تقرير “بلومبرغ”.
لكن تصريحات أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح التي أكّد فيها صراحةً أن الوساطة التي قام بها مَنعت حُدوث تدخّلٍ عَسكريٍّ في الأزمة الخليجيّة أثناء زيارته لواشنطن ولقائه بالرئيس ترامب، تُشير بوضوح إلى صحة المعلومات التي ذكرتها “بلومبرغ” وهو ما يفسر جنون وسائل إعلام التحالف الرباعي التي شنت إنتقادات واسعة ضد الأمير الكويتي.
وما يدعم صحة تلك المعلومات، أن السعودية وحُلفاءها جهّزوا أميرا قطريا بديلاً هو الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، وبدأوا يتدخّلون عمليّا لخَلق مُعارضة داخليّة في قطر سواء بجذب شيوخ من الأسرة الحاكمة لصفّهم، مثل سلطان بن سحيم آل ثاني، أو بعض العناصر القبليّة، وخاصّةً من قبيلة آل مرة التي تُعتبر الأضخم في دولة قطر، وفي الجزيرة العربيّة.
كذلك، فإن الحذر القطري وسعي الدوحة لتفعيل معاهدة الدّفاع المُشترك مع تركيا، واستدعاء أكثر من 10 آلاف جُنديٍّ تركي إلى القاعدة التي أقامتها لهم في شريط العيديد قرب الحُدود السعودية، بكامل عَتادهم الحَربي الثّقيل للدّفاع عنها إذا لزِم الأمر، وإعادة علاقاتها كاملة مع طهران، التي فَتحت لها أجواءها وموانئها لكسر الحِصار الاقتصادي المفروض عليها، كل ذلك يؤكد أن مخططا عسكرياً ما كان يلوح في الأفق وما زال مستمراً.
تصريحات ترامب أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، وما تضمّنته من تصعيد في اللهجة بوجه إيران وأيضا ما سبق لترامب أن تحدث عنه والمتعلق بالخطر الإيراني على دول الخليج، بحسب زعمه، تفسر التحريض الأميركي للسعودية وحلفائها ضد جارتهم إيران والذي يبدو أن قطر ستكون مسرحاً للعبة ترامب في مغامرة جديدة غير محمودة العواقب حتى بنظر الإدارة الأميركية التي تخالف توجهات رئيسها.