مطالبات بعودة “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” رفضاً للرقص وخلع الفتيات الحجاب خلال احتفالات العيد الوطني، دفعت مجلس الشورى السعودي، يوم الإثنين 25 سبتمبر / أيلول 2017، إلى تأجيل مناقشة توصیة دمج الھیئة بوزارة الشؤون الإسلامیة إلى التقریر القادم بعد 3 أشھر.
تقرير ابراهيم العربي
تزامناً مع انعقاد مجلس الشورى السعودي في جلسته العادية الـ52 والتي ناقش فيها توصية بدمج “هيئة الأمر بالمعروف في وزارة الشؤون الإسلامية”، لا تزال انتقادات السعوديين لاحتفالات اليوم الوطني في المملكة متواصلة على “تويتر”، حيث دُشّن المغردون وسوم تطالب بعودة الهيئة وأخرى تستنكر احتفالات العيد، فيما دعا آخرون إلى الغائها كلياً.
وفي ضوء ما يقال عن توجه السعودية تدريجياً نحو العلمنة في عهد محمد بن سلمان، قلّم مجلس الشورى أظافر الهيئة، حيث كشف مساعد رئيس المجلس يحيى بن عبدالله الصمعان في حديث صحافي عقب الجلسة، أن المجلس طالب خلال الجلسة الرئاسة العامة للهيئة بالتنسيق مع الجهات الحكومية للتعاون في مجال الأمر بالمعروف ونشر وسائل التوعية في المجتمع، وذلك بعد أن استمع إلى وجهة نظر لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم التي أبدوها اتجاه التقرير السنوي للرئاسة العامة للهيئة للعام المالي 2017 في جلسة سابقة تلاها رئيس اللجنة عبدالعزيز العيسى.
وأعلنت عضو مجلس الشورى لطیفة الشعلان، عبر حسابھا في “تویتر”، أن توصیة دمج الھیئة بوزارة الشؤون الإسلامیة قد عادت إلى الوجود، وأوضحت الشعلان أن عدداً من مقدمي التوصیة في الشورى دافعوا عن توصیتھم ما أسفر عن توافق یؤجل التوصیة إلى التقریر القادم بعد 3 أشھر، واصفة ما حدث بـ”الجید جداً”.
يأتي تأجيل التوصية بعد ردود الأفعال الغاضبة في أوساط المتشددين في المملكة بسبب مظاهر الاحتفال باليوم الوطني السعودي، الذي نظمته الهيئة العامة للترفيه المغضوب عليها من قبل هؤلاء.
غناء ورقص على وقع الموسيقى الصاخبة، وخلع للحجاب بين الفتيات ضمن اختلاطهن مع الشباب في الشوارع والساحات مع رقص مشترك على أنغام موسيقى عربية وأجنبية، أمر لم يألفه المجتمع السعودي، ولكن يبدو أنه مقصود من باب تمهيد المجتمع لتقبّل هذه المظاهر.
ودشن بعض المغردين السعوديين وسما على “تويتر” باسم #الوطنيه_ليست_بالمعاصي انتقاداً للحفلات التي تم تنظيمها في شوارع المملكة، ورداً على ما أسموه ترفيه ابن سلمان، أطلقوا وسما آخر بعنوان #الشعب_يريد_عودة_الهيئة.
من جهتها، سخرت الأكاديمية والمعارضة السعودية، مضاوي الرشيد، من مظاهر الاحتفال، مشيرة، على حسابها في “تويتر”، إلى أن الرقص “سيمتص كل طاقات الشباب وعوضاً عن افتتاح مسرح ثقافي أدبي بات واضحاً أن افتتاح ديسكو أقرب من ذلك”. وأردفت بالقول: “لا أحد يريد أن يجري أبحاثاً عن القمع أو البطالة أو الفقر في السعودية”.