أخبار عاجلة
سعودية تقود سيارة (صورة من الأرشيف)

قيادة المرأة للسيارة: آثار اقتصادية وتحديات اجتماعية

تحديات اجتماعية وآثار اقتصادية تترتب على قرار السماح للسعوديات بقيادة السيارة.

تقرير هبة العبدالله

منحت المرأة السعودية الإذن باستخراج رخصة قيادة في المملكة. القرار الملكي الأخير يأتي خطوة أولى في سياق خطة تدريجية تنتهجها الرياض بقيادة محمد بن سلمان لتوسيع مشاركة المرأة وتعزيز دورها في مختلف المجالات.

لا يضمن القرار إمكانية السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة خلال فترة زمنية قصيرة التي ضمنت كعنوان عريض للمتغيرات الإيجابية الممكنة في المستقبل ضمن “رؤية 2030” للسعودية.

وأمام الطلبات المتجددة للسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة فإن القرار على تأثيره داخل المجتمع السعودي سترتب عليه آثار إيجابية عدة على الاقتصاد السعودي، إذ سيسمح للمملكة بالدرجة الأولى بالتخلي عما لا يقل عن نصف مليون سائق أجنبي.

سيساهم القرار أيضاً في تعزيز الإنفاق مع توفير راتب السائق الذي يعادل قرابة 5 آلاف دولار سنوياً وتوفير إنفاق النساء على خدمات التوصيل الي تستنزف نصف رواتبهن. وبالتالي، فإن التخلي عن السائق سيعود بدخل إصافي للاقتصاد السعودي وسيؤثر على ارتفاع القدرة الشرائية.

تعتبر دراسة حديثة حول مشاركة المرأة السعودية في التنمية الوطنية لعام 2012-2013 أن عدم قيادة المرأة للسيارة هو واحد من المعوقات التي تواجه المرأة العاملة، وتضيف أن السماح للنساء بقيادة السيارة يعيقهن من أداء أعمالهن ومن ثم يقلل من فرصة إسهامهن في التنمية الوطنية.

ووفقاً لدراسة صادرة عن “أوكسفورد بزنس غروب”، فإن رفع نسبة مشاركة السيدات في سوق العمل إلى 40 في المئة سيزيد إجمال الناتج المحلي بحوالي 17 مليار دولار سنوياً، فيما قد تزيد العوائد للشركات السعودية بـ 58 مليار دولار كما يتوقع أن يزيد الطلب على السيارات داخل المملكة السعودية بشكل كبير.

تتأهب الشركات العالمية لزيادة مبيعاتها من السيارات وتتوقع استقبال ملايين طلبات الشراء الجديدة من النساء السعوديات، ما يجعلها أول الرابحين اقتصادياً، فيما ستتأثر خدمات تأجير مثل “أوبر” بشكل سلبي، إلا في حال قررت توظيف سعوديات لديها، إذ أن 80 في المئة من زبائن الشركة في السعودية هن من النساء.

أما التحديات الاجتماعية، تكمن في أنّ القرار المتأخر لم يحرر المرأة السعودية من نظام الولاية السائد في المملكة بشأن قيادة السيارة؛ فأنظمة وتعليمات القيادة، تُبقي لولي الأمر من الأقارب الذكور، حق الموافقة على قيادة المرأة للسيارة، على أن ألا يقل عمر السائقة عن 30 سنة، كما يسمح لها بالقيادة داخل المدينة فقط ولا يسمح لها بالقيادة خارجها من دون محرم سواء القرى أو الضواحي.