السماح للمرأة بقيادة السيارة داخل المملكة السعودية قد لا تكون استجابة للدعوات الشعبية المطالبة بمنح النساء حقوقيهن وتحريرهن من قيودهن، بقدر ما هي مرحلة أولى في سياق تحقيق تغيير سياسي واقتصادي واجتماعي يصب في صالح محمد بن سلمان، وهذا ما شجع السعوديين على الاعتقاد بقرب افتتاح دور سينما في المملكة.
تقرير هبة العبدالله
بعد أيام قليلة من إصدار الملك سلمان قرار السماح للنساء السعوديات باستخراج رخص قيادة، يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات القليلة الماضية أنباء عن قرب السماح بافتتاح صالات سينمائية في المملكة.
ووسط الاحتفاء السعودي بالمرسوم الملكي، تُثار تساؤلات حول ما إذا كان افتتاح دور عرض سينمائية وتسهيل عملية عرض وإنتاج الأفلام السنمائية داخل المملكة الخطوة المقبلة من خطة الإصلاحات التي وعد بها ابن سلمان لتحقيق مزيد من الانفتاح في المملكة الشديدة التحفظ.
وبين مرحبين بالفكرة ومعارضين لها، دشن رواد موقع "تويتر" وسم #افتتاح_دور_سينما_بالرياض للتعبير عن آرائهم تجاه الخطوة الثانية في إطار "رؤية 2030"، في حين نشر عضو هيئة التدريس بالكلية التقنية السعودية الدكتور وائل القاسم تغريدة على حسابه الرسمي على "تويتر" يؤكد فيها أن قرار السماح بالصالات السينمائية في السعودية "جاهز"، و"سيصدر خلال الفترة القريبة المقبلة".
يتزامن سعي محمد بن سلمان إلى ترسيخ دعائم حكمه وتوسيع قاعدة الشعبية قبيل اختتام السباق الأميري إلى العرش الملكي مع غضب الإسلاميين الذين يرون في التحول الاجتماعي خروجاً عن التعاليم الدينية المتشددة، التي ترفضها المؤسسة الوهابية، في حين يرى فيها السعوديون وسيلة لمنح السعوديين والسعوديات متنفساً وجزءاً من حرية سلبت منهم ومنهنّ لسنوات طويلة.
على مدار الأعوام الماضية صرح مسؤولون سعوديون بإمكانية بناء دور سينما والسماح لهذه الصناعة لالانتشار داخل المملكة. لكن المسألة أثيرت على مستوى أعلى حين وعد محمد بن سلمان السعوديين بإطلاق مشروع أكبر مدينة رياضية وثقافية وترفيهية من نوعها على مستوى العالم جنوب غرب العاصمة الرياض.
يمثل التطور والانفتاح الذي يريده محمد بن سلمان تحدياً جديداً أمام فرص الوصول إلى حكم مستقر في ظل أعداءه الذين يزدادون يوماً بعد يوم.