تساءلت مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية عن سبب قيام قطر ببناء قوة جوية ضخمة، وعما إذا كان السبب مدفوعاً باعتبارات سياسية استراتيجية.
تقرير: ابراهيم العربي
نشرت مجلة “ناشيونال إنترست” تقريراً سلطت فيه الضوء على السعي القطري لبناء قوة جوية كبيرة الحجم، مشيرة إلى أن الغموض يحيط بأهداف الدوحة من وراء هذا التحرك، وأن آخر الخطوات القطرية على هذا الطريق تمت خلال سبتمبر / أيلول 2017، عندما وقع وزير الدفاع خالد بن محمد العطية خطاب نوايا مع نظيره البريطاني مايكل فالون، لشراء 24 مقاتلة من طراز “يوروفايتر تايفون”.
ووفقاً لتقرير الكاتب الأميركي زاكري كيك الذي نشر على موقع المجلة الإلأكتروني، جاء ذلك بعد إعلان قطر توقيعها صفقة مع الولايات المتحدة لشراء 36 مقاتلة من طراز “إف 15” بقيمة 12 مليار دولار، ووقعت قطر صفقة بقيمة 7.5 مليار دولار مع فرنسا لشراء 24 مقاتلة من طراز “داسو رافال”، وصواريخ جو – جو من طراز “إم بي دي إيه”.
وأضاف التقرير أن “ما يثير التعجب من هذه الصفقات هو المقارنة بين حجم القوة الجوية الموجودة لدى قطر حالياً وحجم الصفقات الجوية التي وقعتها مؤخراً، فبالرغم من استضافة قطر قاعدة جوية أميركية ضخمة، فإن قوتها الجوية الوطنية لا تضم أكثر من 12 مقاتلة قديمة من طراز “داسو ميراج”، ومن ثم فإن شراء 84 مقاتلة جديدة يضاعف حجم قوتها الجوية 7 أضعاف”.
وينقل التقرير تعليق المحرر في مجلة “أفييشن ويك” المتخصصة في شؤون الطيران، توني أوزبورن، الذي وصف هذا النمو في حجم وقدرات القوة الجوية بأنه “لا نظير له منذ زمن طويل، وعلى المؤرخين أن يراجعوا مقدمات الحربين العالميتين الأولى والثانية ليعرفوا الحالات المشابهة لهذا التنامي في حجم الأسطول الجوي”.
وعلق موقع “آي اتش إس جينز” الإلكتروني البريطاني المتخصص في الشؤون العسكرية على هذه الصفقات التي تجريها قطر بالقول إن “عدد الطائرات ليس الشيء الوحيد اللافت للنظر في الصفقات القطرية، فهناك أيضاً القرار القطري بإحلال ثلاثة أنواع من المقاتلات محل الطراز الوحيد الموجود”، واصفا ذلك بـ”الأمر الغريب”.
بدوره، اعتبر خبير ومحرر شؤون الطيران توني أوسبورن أن “السبب المنطقي هو على الأرجح مدفوع باعتبارات سياسية استراتيجية”، معتبراً أن “توقيع عقود دفاعية ضخمة مع الدول الغربية سيجعل من الصعب على تلك الدول أن تنضم إلى الحملة السعودية ضد قطر”.