يشكل الدعم الإماراتي والسعودي لإنفصال كردستان العراق تماشياً مع الهوى الإسرائيلي في إيجاد كيان يهدد كل من تركيا وإيران.
تقرير: ابراهيم العربي
بينما شرعت بعض الدول الخليجية بخطوات وإجراءات عديدة تهدف إلى تقسيم العراق، عكست مواقف العديد من النخب السياسية المحسوبة على صنّاع القرار في بعض بلدان الخليج لا سيما السعودية والامارات على وجه التحديد التأييد الرسمي للاستفتاء الذي أجرته سلطات إقليم كردستان العراق في 25 سبتمبر / أيلول 2017.
يمكن تلخيص أسباب الدعم الإماراتي والسعودي لإنفصال إقليم كردستان العراق، الذي أذهل القوى والأحزاب الكردية، في نقاط عديدة. أولاً، يعود الدعم الإماراتي للاستفتاء لسياسات أبوظبي المناهضة لتركيا ودورها الداعم لقطر فيما يتعلق بالأزمة الخليجية.
ثانياً، تأييد السعودية لانفصال كردستان يفضي إلى إضعاف العراق والحصول على موطئ قدم من الناحية العسكرية يمكن إستخدامها للضغط على دول الجوار وخاصة إيران وتركيا.
ثالثاً، الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتوافرة في اقتصاد الإقليم وخاصة في مجال الطاقة والسيطرة على الإقليم إقتصادياً، ما يؤدي إلى تبعية الإقليم السياسية وربما تقوية النزعات الانفصالية للأكراد في دول المنطقة خاصة في إيران وتأجيج الصراعات تبعاً لأجندات مسبقة.
أيضا، في مقابل الرفض الإقليمي، خاصة من تركيا وإيران اللتين تخشيان أن يقود هذا الاستفتاء إلى مطالبات شبيهة من الأكراد داخل أراضيهما، تقف إسرائيل صراحة لتؤيد هذا الانفصال وتدعمه، فرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو كان قد أعلن دعم مساعي الإقليم نحو الإنفصال، مشيرا، في بيان له، إلى أن "الوقوف الإسرائيلي بجانب دولة كردية منفصلة عن العراق أمر يفتخر به القائد الكردي صلاح الدين".
وكانت صحيفة "تايمز" البريطانية قد تحدثت أنّ "دولا عربية تتفق سراً مع إسرائيل على تأييد انفصال كردستان"، موضحًا أن ذلك يأتي تماشياً مع مقولة "عدو عدوي هو صديقي".
وبحسب "تايمز"، فإن إسرائيل "تدعم الاستفتاء علنًا"، في حين "تدعمه السعودية سرًا"، قائلة إن "كلًا من إسرائيل والسعودية تعتقدان أن انفصال إقليم كردستان العراق سيجعلهما يحظيان بمزايا وجود وكيلٍ لهما يُشارك إيران حدودا جبلية ممتدة".