كشفت تحليلات صحيفة عن تحضيرات السعودية للخروج من اليمن عسكريا بعد الخسائر المتلاحقة للمملكة، مشيرة الى أن الرياض تبحث عن صورة سياسية تلمّع صورتها أمام العالم قبيل خروجها خاسرة.
تقرير: سناء ابراهيم
بعد ارتفاع فاتورة العدوان السعودي على اليمن ماديا وعسكرياً، تتجه الرياض نحو التراجع عن عدوانها الذي أنهك أفقر البلدان في المنطقة وعاث فيه فساداً وجرائما، وتسبب بانتشار الأوبئة والمجاعة، ما دفع المسؤولين الأمميين الى التحذير من الكوارث الانسانية المتفاقمة، وبالتزامن مع هذا الحال، يبدو أن الرياض تتجه نحو الخروج من هذا المستنقع الذي أنهك كاهل اقتصادها من جهة، وقضّ مضاجع علاقاتها السياسية وصورتها أمام العالم من جهة ثانية.
قبل أيام، أشار وزير الخارجية السعودية عادل الجبير الى أن الحل العسكري في اليمن لم يعد ممكنا، وهو اعتراف صريح على الخسائر التي تتكبّدها الرياض جراء عدوانها، موضحاً أن المملكة تتجه الى البحث فيما أسماه الحل السياسي. تصريح الجبير رأى فيه مراقبون أنه اعتراف ضمني من السلطات السعودية بأن أهداف العدوان لم تتحقق بالآلية العسكرية التي تتسبب بالمجازر وأدت الى الكثير من الأزمات، مشيرين الى أن الرياض وادارة تحالف العدوان لا بد أنها تبحث عن حلول ومخارج للتخلص من العدوان والخروج منه ولمنها لا تنوي الخروج كما اعتادت على إنها الطرف الخاسر، لذا تبحث عن مجمّلات وطرق تقف خلفها للظهور على إن الأهداف تحققت.
متابعون للأوضاع في اليمن، يشيرون الى أن التجارب السعودية تظهر دائما أن للرياض خطوة استباقية يتولاها الكتاب والمثقفون والأبواق الإعلامية للتمهيد لأي قرار تتخذه السلطة، وهو ما يتمظهر الآن، عبر ترويج المَسؤولين والإعلاميين السعوديين الى أن ما يسمى بقوات الشرعية سيطرت على ثلثي اليمن، بِما في ذلك مدينة عدن، حيث لا تريد الرياض الإعتراف بهزائمها والخسائر التي تغرق فيها بسبب العدوان، وفق ما يؤكد متابعون.
تأتي هذه التحليلات وسط تصاعد الانتقادات الدولية الموجهة للسعودية التي تسببت بانتشار وباء الكوليرا في المدن والمحافظات اليمنية، فيما وضعت اليمن على شفا هاوية المجاعة، وتفاقمت الأوضاع المعيشيّة الكارثيّة سوءاً.
وكانت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" قد توقعت بأن تصل حالات الإصابة بالكوليرا في مختلف المناطق اليمنية الى مليون حالة، بحلول نهاية العام الحالي.