لن يكون بمقدور الطائرات السعودية مواصلة ضرباتها الجوية في اليمن إذا توقفت عن الحصول على الوقود الذي تودها به الطائرات الأميركية. وللمرة الأولى، سيناقش قرار إيقاف تزويد الطائرات السعودية بالوقود في الكونغرس الأميركي تحت ضغط الانتهاكات السعودية في اليمن والتي أصبحت واشنطن شريكاً مباشراً فيها.
تقرير هبة العبدالله
مع تتالي التصريحات العلنية حول الدور الأميركي المباشر في الحرب السعودية على اليمن، وبعد أن بدأ بعض الخبراء القانونيين الأميركيين يطرحون داخلياً قضايا مسؤولية الولايات المتحدة القانونية المحتملة على جرائم الحرب الدامغة في ذلك البلد، فإن واشنطن بدأت تشعر بالقلق من أن تدخل في دائرة الإتهام دولياً.
سيواجه مجلس النواب في الكونغرس اختباراً جدياً مع مناقشة مشروع القانون الذي قدمه مجموعة من أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأسبوع الماضي لإنهاء الدور العسكري الأميركي المباشر في حرب التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
للمرة الأولى، سيصوت المجلس على العنصر الأكثر أهمية في مشاركة الولايات المتحدة في الحرب وهو وقف إعادة تزويد الطائرات السعودية بالوقود عبر الجو، والتي تقصف بشكل منهجي أهدافاً مدنية في اليمن.
وإذا كان النقاش العلني قد اقتصر سابقاً على ما هو معروف لدى الكونغرس ووسائل الإعلام عن أن أفراد الجيش الأميركي يدعمون طائرات التحالف السعودي بالقنابل، فهو سيتعدى ذلك الآن إلى مسألة توفير القوات الجوية الأميركية عمليّات التزويد بالوقود في الجوّ خلال كلّ طلعة تنفّذها الطائرات السعودية في اليمن، والتي من دونها يمكن أن تصل الحرب في اليمن إلى نهايتها.
يلاحظ تقرير لموقع “غلوبال ريسارتش” الاستراتيجي الأميركي أن الحساسية الشديدة لذلك الدور العسكري الأميركي المباشر والحيوي في الغارات السعودية باتت كبيرة جداً في العام الأخير من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ويعتقد المشاركون في تقديم مشروع القانون بأن الأعضاء الآخرين في المجلس سيدعمونه لأن الانخراط الأميركي المباشر في الحرب ورّط الولايات المتّحدة في “أسوأ أزمة إنسانيّة من صنع البشر منذ سنوات عدّة”، كما يصفها التقرير.
وفي هذا الإطار، تلفت كريستين بيكرل، الباحثة في شؤون اليمن والإمارات لدى منظمة “هيومن رايتس ووتش”، الانتباه إلى أن إعادة تزويد الطلعات الجوية للطائرات السعودية بالوقود لا يجعل الولايات المتحدة طرفاً في العدوان فحسب، بل قد يقود أيضاً إلى أن يجد أفراد أميركيون أنفسهم متواطئين في جرائم الحرب التي يقترفها التحالف كما تجعل واشنطن من جهة ثانية متورطة في معاناة المدنيين المجاعة والكوليرا كنتيجتين للحرب.