مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية داخل الإقليم. يستثمر الرئيس المنتهية ولايته، مسعود البرزاني، في نتائج الإستفتاء لفرض نفسه زعيماً أوحداً على الإقليم.
تقرير عباس الزين
على وقعِ الوساطة الفرنسية المعلنة، غداة زيارة رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، إلى باريس، ودعوة الرئيس الفرنسي، إيمانيول ماكرون، إلى الاعتراف بحقوق الأكراد في إطار الدستور العراقي، بدأت القيادة السياسية في إقليم كردستان العراق بدرس إمكانية الموافقة على تأجيل العمل بنتائج استفتاء الانفصال الذي أجري في 25 سبتمبر / أيلول 2017، وفق ما أعلنته مصادر كردية.
وأكدت مصادر إعلامية، نقلاً عن أوساط سياسية كردية، أن سلطات الإقليم تناقش إمكانية وقف العمل بنتائج الاستفتاء لمدة محددة، مشترطةً التزام الحكومة بتلبية طلباتها كالاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الكردي، وإلغاء الإجراءات العقابية على الإقليم، وحل أزمة المناطق المتنازع عليها، والإفراج عن مستحقات الإقليم المالية المتراكمة منذ سنوات عدة، في وقتٍ أكدت المصادر نفسها أن مراجعة المواقف السابقة، تأتي بعض تعرض قيادات الإقليم لضغوط محلية وإقليمية ودولية كبيرة.
وفيما لا تزال المواقف منقسمة داخل الإقليم إزاء القبول بإلغاء أو تجميد الاستفتاء والدخول في مفاوضات مباشرة مع بغداد، للحصول على أقصى حد من المكتسبات، جاءت وفاة الرئيس العراقي السابق، جلال طالباني، لتغيّر الخارطة السياسية داخل الإقليم، بعدما عارض حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، الذي يتزعمه طالباني الإستفتاء لعدم تواجد أرضية إقليمية داعمة له.
ويرجح مراقبون أن يسعى مسعود البرزاني إلى التمدد أكثر في محافظة السليمانية التي يسيطر عليها "الاتحاد الوطني الكردستاني"، في وقتٍ جاء فيه تشكيل المجلس السياسي في الإقليم مؤخراً ليفتح المجال امام البرزاني وحزبه للتخلص من خصومهم السياسيين، خصوصاً الذين رفضوا استفتاء الانفصال عن العراق، باعتبار أن الهيئة الرئاسية للمجلس السياسي تضم قيادات الأحزاب الكردية الموالية لبارزاني والداعمة للاستفتاء.
المجلس السياسي الذي تم تشكيله بعد حلّ المجلس الذي أشرف على "استفتاء الانفصال"، ومن دون استشارة قيادات الأحزاب السياسية الأساسية في الإقليم، يهيىء الأرضية اللازمة للبرزاني من أجل الاحتفاظ بمنصبه بعدما انتهت مدته القانونية لمرتين، في وقتٍ يحاول الأخير استثمار نتائج الاستفتاء من أجل الحصول على دعمٍ خارجي، لتمتين سلطته المهددة من الأحزاب الكردية الأخرى تحت ذريعة المفاوضات مع بغداد.
توضح تلك الدلالات إحدى الأسباب الحقيقية الكامنة خلف الاستفتاء الذي بدأت نتائجه تنحصر، في رغبة البرزاني بتنحية خصومه وفرض نفسه زعيماً أوحداً للإقليم، بعدما نجحت أحزاب وازنة داخل الاقليم بتهديد احاديته في تقرير الموقف الكردي.