بعد اللقاءات السعودية الإسرائيلية التي تبدأ بالسرية ويعلن عنها لاحقا بعد ما يسمى تسريبات، تتحضر الرياض للمشاركة برجل استخباراتها الأسبق تركي الفيصل بمنتدى السياسة "الإسرائيلي"المقرر انعقاده في نيويورك، بعد أيام.
"البرنامج النووي الإيراني والموقع الإقليمي"، "علاقات إسرائيل مع العرب"، "الحرب السورية، داعش، وعدم الاستقرار الإقليمي"، و"الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، تحت هذه التسميات والعناوين، أُعلن وبشكل رسمي عن مؤتمر "سعودي-اسرائيلي"، ينعقد خلال اكتوبر الحالي، في مدينة نيويورك الأميركية، بتنظيم مما يسمى " منتدى السياسة الإسرائيلية".
الإعلان يشكل قفزة نوعية علنية من الرياض، التي لم تعد لقاءاتها مع مسؤولي العدو "الإسرائيلي" تشكل حرجاً وتتطلب السرية، بل أصبحت بشكل علني ومحددة المواعيد مسبقاً، حيث لم تعد ترى السعودية نفسها ملزمة في اعتماد سياسة التدرج في تظهير العلاقات مع تل أبيب وتطويرها، فاتجهت نحو العلنية المطلقة.
تحت عنوان "منتدى أمن الشرق الأوسط"، يعقد المؤتمر السعودي-الإسرائيلي برعاية أميركية، اذ يشارك في الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية تركي الفيصل، والكاتب السعودي نواف العبيد، في الجلسة العامة الافتتاحية التي تحمل عنوان "الأمن القومي والتحديات"، يوم الثاني والعشرين من الحالي، الى جانب جنرالات صهاينة متقاعدين على رأسهم رئيس الموساد الأسبق إفراييم هاليفي، والى جانبهم تشارك ميشيل فلورنوي، وكيل وزارة الدفاع السابق للسياسة، وزارة الدفاع الأمريكية.
الشخصيات السعودية الى جانب المسؤولين في كيان الاحتلال أيضاً يبحثون قضايا المنطقة في ندوة أخرى يوم التاسع والعشرين من الحالي، اذ كشف المنتدى عبر موقعه الرسمي عن الشخصيات المشاركة، معلناً عن أبرزها، وتصدّرت الاسماء السعودية القائمة، نواف عبيد، كاتب سعودي ومستشار سابق للسفير السعودي لدى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وديفيد هالبيرين، المدير التنفيذي لمنتدى السياسة الإسرائيلية، وأودي ديكيل، عميد احتياط في الجيش الصهيوني والمدير الإداري لمعهد دراسات الأمن القومي، وعدد من الباحثين الاميركيين في الشأن "الاسرائيلي".
مراقبون أشاروا الى أن الرياض تسعى من خلال هذه الخطوة الى تمتين التطبيع العلني مع الكيان، بعد فشل المخططات السعودية المتتالية لكسر جبهة المقاومة، والدول الداعمة له.