على الرغم من الحشد العسكري الكبير عديداً وعتاداً المترافق مع غارات جوية الكثيفة، فشلت قوى العدوان السعودي في السيطرة على المواقع المطلة على نجران.
تقرير عباس الزين
يكشف الهجوم العنيف للجيش السعودي عند الحد الجنوبي مدى هشاشته وعدم قدرته على كسر معادلة فرضتها القوات اليمنية منذ بدء العدوان.
فقد كسرت قوات الجيش اليمني و"اللجان الشعبية"، الأربعاء 11 أكتوبر / تشرين الأول 2017، زحفاً واسعاً نفذه الجيش السعودي في اتجاه مواقع الشرفة المطلة على نجران، حيث لاقى عدداً من العسكريين السعوديين مصارعهم وأصيب آخرون، بحسب مصدر عسكري يمني، أثناء التصدي لمحاولة الزحف في اتجاه المواقع، على الرغم من الغطاء الجوي المكثف المرافق للعمليات.
ووزع الإعلام الحربي اليمني مشاهد تظهر هروب عدد كبير من الجنود السعوديين على وقع ضربات القوات اليمنية، وسط حالة من الذعر والخوف أثناء سحب المدرعات السعودية للقتلى، في حين وثقت المشاهد استهداف طيران العدوان للمنطقة بغارات عدة مستخدماً قنابل "فسفورية" للتغطية على انسحاب جنوده ومدرعاته.
وبالتزامن مع صد الهجوم على مواقع الشرفة، قُتل وأصيب عدد من مرتزقة الجيش السعودي بعملية للجيش اليمني و"اللجان الشعبية" على جبلي الغراميل ومنطقتي التبة البيضاء وسلاطح قبالة منفذ الخضراء في نجران أيضاً، كما استهدف قصف صاروخي ومدفعي تجمعات المرتزقة في موقع القيادة وذو رعين الشرقية والغربية.
وكانت القوة الصاروخية اليمنية، قد أطلقت صاروخ "قاهر تو إم" البالستي على تجمعات للجيش السعودي ومرتزقته في مركز قيادة الجيش السعودي في منطقة صامطة في جيزان، موقعاً إصابات مباشرة في غرفة عمليات الجيش السعودي، ما أدى إلى سقوط جنود سعوديين بالإضافة إلى تدمير عتاد عسكري في الضربة البالستية، في وقتٍ تمكن فيه الجيش اليمني و"اللجان الشعبية" من كسر زحف كبير للجيش السعودي في منفذ الطوال الحدودي والجمارك.
أصبح الفشل العسكري متلازماً مع أي محاولةِ تقدمٍ للجيش السعودي، إذ أنه بعد ثلاثة أسابيع من بدء الهجوم البري والجوي المكثف، والذي يشارك فيه الى جانب القوات السعودية والإماراتية، قوات سودانية ومرتزقة، لم تتمكن قوى العدوان من إحراز أي تقدمٍ على جبهة الحد الجنوبي، باستثناء دخولها الوهمي ومن دون أي تمركزٍ الى قرية الحثيرة المهجورة أصلاً.
وفيما يبقى الجيش السعودي بعيداً عن أي تقدمٍ في الحد الجنوبي، وصل عدد جنوده القتلى الى أكثر من 44 جندياً، على الرغم من استهداف مروحيات "أباتشي" للمناطق الحدودية بأكثر من 1000 صاروخ، وشن الطيران الحربي لأكثر من 500 غارة جوية على مواقع الجيش اليمني و"اللجان الشعبية" في محافظتي صعدة وحجة، وفي نجران وجازان وعسير.